٣ - (أبو إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعيّ الهمداني الكوفيّ، ثقة عابد اختلط [٣] ٣٨/ ٤٢.
٤ - (بُريد بن أبي مريم) مالك بن ربيعة السلوليّ البصريّ، ثقة [٤] ٥٥/ ٦٢١.
٥ - (أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه ١/ ١. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير بُريد، فمن رجال الأربعة. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين إلى أبي إسحاق، والباقيان بصريان. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه أنس -رضي الله عنه- منْ المكثرين السبعة، وآخر منْ مات منْ الصحابة رضي الله تعالى عنهم بالبصرة. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ) -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ سَأَلَ اللهَ الْجَنَّةَ) بأن قَالَ: اللَّهم إني أسألك الجنة، أو قَالَ: اللَّهم أدخلني الجتة (ثَلَاثَ مَرَّاتِ) أي كرّره فِي مجلس، أو مجالس بطريق الإلحاح؛ إذ هو منْ آداب الدعاء (قَالَتِ الْجَنَّةُ) أي بلسان المقال، وَقَدْ أبعد منْ قَالَ: بلسان الحال (اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ) أي دخولا أوليا منْ غير سبق عذاب، أو لحوقًا آخريًا، والأول أقرب (وَمَنِ اسْتَجَارَ) أي طلب الجوار، أي الحفظ (مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) بأن قَالَ: اللَّهم أجرني منْ النار (قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ) أي احفظه، أو أنقذه منها. قَالَ الطيبيّ رحمه الله تعالى: وفي وضع الجنة والنار موضع ضمير المتكلم تجريد، ونوع منْ الإلتفات. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- هَذَا صحيح.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -٥٦/ ٥٥٢٣ - وفي "الكبرى" ٦٠/ ٧٩٦٢. وأخرجه (ت) فِي "صفة