شعار الإسلام، فحقّ كلّ مسلم فيه شائعٌ، وفي "مسند الإمام أحمد" ١/ ٤٠٥ - ٤٠٦ - عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، مرفوعًا:"إن منْ أشراط الساعة السلام للمعرفة".
(ومنها): ما قيل: جاء فِي الجواب هاهنا أن الخير أن تطعم الطعام، وفي الْحَدِيث الذي قبله أنه منْ سلم المسلمون منْ لسانه ويده، فما وجه التوفيق بينهما؟. وأجيب بأن الجوابين كانا فِي وقتين، فأجاب فِي كل وقت بما هو الأفضل فِي حقّ السامع، أو أهل المجلس، فقد يكون ظهر منْ أحدهما قلّة المراعاة ليده ولسانه، وإيذاء المسلمين، ومن الثاني إمساك الطعام، وتكبّر، فأجابهما عَلَى حسب حالهما، أو علم -صلى الله عليه وسلم- أن السائل الأول يسأل عن أفضل التروك، والثاني عن خير الأفعال، أو أن الأول يسأل عما يدفع المضارّ، والثاني عما يجلُب المسارّ، أو أنهما بالحقيقة متلازمان، إذ الإطعام مستلزم لسلامة اليد، والسلام لسلامة اللسان غالبًا. أفاد هَذَا الأسئلة والأجوبة فِي "عمدة القاري" ١/ ١٥٧، وهي وإن كَانَ بعضها تقدّم خلال شرح الْحَدِيث، إلا أن كونها مجموعة فِي محلّ واحد أتمّ فائدة. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريدُ إلا الإصلاح، ما استطعتُ، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كَلهم رجال الصحيح، غير شيخه "محمد بن عبد الله بن عمّار" المُخَرِّميّ الأزديّ، أبي جعفر، نزيل الموصِل، فإنه منْ أفراده، وهو ثقة حافظ [١٠] ٢٠/ ١٢٢٠.
و"المعافَى بن عمران": هو الأزديّ، أبو مسعود الموصليّ، ثقة عابدٌ فقيهٌ، منْ كبار [٩] ٣٦/ ١٢٧١. و"حنظلة بن أبي سفيان": هو الْجُمَحيّ المكيّ، ثقة حجة [٦] ١٢/ ١٢. و"عكرمة بن خالد": هو ابن سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزوميّ المكيّ، ثقة [٣] ٣٧/ ٩٤٠.