قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"العَرَيَا": جمع عريّة، قَالَ الفيّوميّ:"العريّة": النخلة يُعْرِيها صاحبها غيرَهُ ليأكل ثمرتها، فيَعْرُوها: أي يأتيها، فَعِلية بمعنى مفعولة، ودخلت الهاء عليها؛ لأنه ذُهِب بها مذهب الأسماء، مثلُ النَّطِيحة، والأكِيلة، فإذا جيء بها مع النخلة حُذفت الهاء، وقيل: نخلة عَرِيّ، كما يقال: امرأة قَتِيلٌ، والجمع: العَرَايا. انتهى.
وَقَالَ فِي "الفتح": هي عطية ثمر النخل، دون الرقبة، كَانَ العرب فِي الجدب يتطوّع أهل النخل بذلك عَلَى منْ لا ثمر له، كما يتطوّع صاحب الشاة، أو الإبل بالمنيحة، وهي عطيّة اللبن، دون الرقبة، قَالَ حسّان بن ثابت -رضي الله عنه- فيما ذكر ابن التين، وَقَالَ غيره: هي لسُوَيد بن الصَّامت الأنصاريّ [منْ الطويل]:
ومعنى "سنهاء": أن تَحمِل سنة دون سنة، والرجبية: التي تُدَعَّم حين تميل منْ الضعف. والعرية: فَعلةٌ بمعنى مفعولة، أو فاعلة، يقال: عَرَى النخلَ -بفتح العين، والراء- بالتعدية يَعرُوها: إذا أفردها عن غيرها، بأن أعطاها لآخر، عَلَى سبيل الْمِنْحَة؛ ليأكل ثمرها، وتَبقَى رقبتها لمعطيها، ويقال: عَرِيت النخلُ -بفتح العين، وكسر الراء- تَعرَى عَلَى أنه قاصر، فكأنها عَرِيت عن حكم أخواتها، واستُثبتت بالعطية، واختلف فِي المراد بها شرعا، وسيأتي بيان ذلك فِي المسائل، إن شاء الله تعالى. والله تعالى أعلم بالصواب.