للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للعالم فيما لا يدركه فهمُهُ، وجواز الاستفهام عن علّة الحكم، وبيان العالم ما يحتاج إليه تلميذه (ومنها): تحريم كفران الحقوق، ووجوب شكر المنعم (ومنها) أن الجنة والنار مخلوقتان، موجودتان اليوم (ومنها): جواز إطلاق اسم الكفر على ما لا يُخرِج من الملّة (ومنها): تعذيب أهل التوحيد على المعاصي (ومنها): جواز العمل في الصلاة، إذا لم يكثر. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

* * *

١٨ - (بَابُ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ)

١٤٩٤ - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا الْوَلِيدُ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ, أَنَّهُ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ, يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَنَّهُ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ, فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ, وَجَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ, كُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ, قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ, رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ».

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث متفق عليه، وتقدم في ١١/ ١٤٧٣ - سندا ومتنًا، إلا أن شيخ الوليد هناك هو الأوزاعيّ، وهنا عبد الرحمن بن نمر الشامي، وفي دلالته على الترجمة واضحة، حيث صُرّح فيه بأن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - جهر بالقراءة في صلاة الكسوف، وفيه اختلاف بين العلماء:

قال الإمام ابن المنذر -رحمه اللَّه تعالى-: اختلف أهل العلم في الجهر بالقراءة في صلاة خسوف الشمس:

فقال طائفة: يجهر بالقراءة فيها، فممن رَوينا عنه أنه جهر بالقراءة في صلاة كسوف الشمس علي بن أبي طالب، وفعل ذلك عبد اللَّه بن يزيد، وبحضرته البراء بن عازب، وزيد بن اْرقم، وبه قال أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.

وقالت طائفة: لا يجهر في كسوف الشمس بالقراءة، هذا قول مالك، والشافعيّ، وأصحاب الرأي، واحتجّ مالك، والشافعيّ بحديث ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - المذكور في الباب الماضي، حيث قال: "قرأ نحوا من سورة البقرة"، إذ لو كان النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - جهر بالقراءة