للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى، أخرجه هنا -١٠/ ٥٠٦٧ - وفي "الكبرى" ١٤/ ٩٣٣١. وأخرجه الطبرانيّ، كما سبق آنفاً فِي ترجمته. والله تعالى أعلم.

(المسألة الثانية): فِي فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو مشروعية اتّخاذ الذؤابة. (ومنها): ما كَانَ عليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- منْ مكارم الأخلاق، والتواضع مع كلّ النَّاس. (ومنها): مشروعية دعاء الإمام لأحد رعيّته بالخير. (ومنها): منقبة هَذَا الصحابيّ -رضي الله عنه-، حيث مسح النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رأسه، ودعا له. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

١١ - (تَطْوِيلِ الْجُمَّةِ)

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "الجُمّة" بضم الجيم، وتشديد الميم-: مُجْتَمَعُ شعر الرأس. قاله فِي "القاموس"، وفي "المصباح": الجمّة منْ الإنسان مُجْتَمَعُ شعر ناصيته، يقال: هي التي تبلغ المنكبين، والجمع جُممٌ، كغُرفة وغُرَف.

وأما "اللِّمَّة" -بالكسر-: فَقَالَ فِي "القاموس": الشعر المجاوز شحمةَ الأذن، جمعه لِمَمٌ، ولِمَامٌ. انتهى. وَقَالَ فِي "المصباح": "الِّمَّةُ" بالكسر: الشعر يُلِمُّ بالمنكب: أي يقرب، والجمع لِمَامٌ، ولِمَمٌ، مثلُ قِطَّة، وقِطَاط، وقِطَطٍ. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب.

٥٠٦٨ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، وَلِي جُمَّةٌ، قَالَ: "ذُبَابٌ"، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِينِي، فَانْطَلَقْتُ، فَأَخَذْتُ مِنْ شَعْرِي، فَقَالَ: "إِنِّي لَمْ أَعْنِكَ، وَهَذَا أَحْسَنُ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "أحمد بن حرب": هو الطائيّ الموصليّ، صدوقٌ [١٠] منْ أفراد المصنّف. و"قاسم": هو ابن يزيد الجرميّ، أبو يزيد الموصليّ، ثقة عابد [٩] ١٠٢/ ١٣٥. منْ أفراد المصنّف أيضًا. و"سفيان": هو الثوريّ.

والحديث صحيحٌ، وَقَدْ تقدّم قبل أربعة أبواب، ومضى شرحه، ومسائله هناك، واستدلال المصنّف رحمه الله تعالى به هنا عَلَى الترجمة واضح، حيث إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، أقرّ وائلاً -رضي الله عنه- عَلَى تطويله جُمّته، ولم يُنكر عليه، بل قَالَ حين قصّره: "وهذا أحسن"،