للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَحَذْفُ مَا يُعْلَمُ جَائِزٌ كَمَا … تَقُولُ: زَيْدٌ بَعْدَ مَنْ عِنْدَكُمَا

وفي الرواية المتقدمة: فلم يكلمه أحد حتى قالها مرتين (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد رأيت) اللام هي الموطئة للقسم، أي والله لقد رأيت (بضعة وثلاثين ملكا) "البضع" بالفتح والكسر: ما بين الثلاث إلى العشر، وبالهاء من الثلاثة إلى العشرة، يضاف إلى ما تضاف إليه الآحاد؛ لأنه قطعة من العدد (يبتدرونها) أي يتسارعون، ويتسابقون إليها (أيهم يكتبها أولًا) "أي" استفهامية مبتدأ وجملة "يكتبها" خبره، والجملة منصوبة المحل لكونها معلقة بفعل محذوف، وذلك الفعل في محل نصب على الحال، أي ينظرون أيهم يكتبها أولا. وقيل: الجملة محكية بقول مقدر، أي يقولون: أيهم يكتبها أوّلا (١) .. والله سبحانه وتعالى أعلم.

[قال الجامع عفا الله تعالى عنه]: هذا الحديث أخرجه البخاري، وقد تقدّم بيان المسائل المتعلقة به في -٣٦/ ٩٣١ - فلا حاجة إلى إعادتها، فمن أراد الاستفادة، فليراجعها هناك. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".

١١٣ - (بَابُ قَوْلِهِ: "رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ")

أي هذا باب ذكر الحديثين الدالين على فضل قول المصلي: "ربنا ولك الحمد"، فالظاهر أنه أراد بهذه الترجمة بيان فضل قول "ربنا ولك الحمد"، فهو كقول الإمام البخاري رحمه الله تعالى في "صحيحه": [باب فضل: "اللَّهم ربنا لك الحمد"]. والله تعالى أعلم بالصواب.

١٠٦٣ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا، وَلَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ").


(١) أفاده السمين الحلبي في إعراب قوله عز وجل: {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} [سورة آل عمران: آية ٤٤]. انظر "الدر المصون" جـ ٢ ص ٩٢.