للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

غير مرة. و"محمد": هو ابن جعفر غندر.

وقوله: "الذي يُخرج منه" ببناء الفعل للمفعول، أي الباب الذي عُهد خروجُ الناس منه. وقوله: "قال شعبة الخ" أراد به أن شعبة روى هذا الحديث عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر بلفظ: "لما قدم رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - مكة … " الحديث، ورواه عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر بلفظ: "أنه قال: سنة"، وليس بين السياقين تخالف، بل السياق الأول تفسير، وتوضيح للسياق الثاني. واللَّه تعالى أعلم.

والحديث متفق عليه، وقد تقدّم تمام شرحه، وتخريجه في - ٥٠/ ٢٧٣٢ - واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

١٦٨ - (ذِكْرُ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "الصفا"، و"المروة" جبلا السعي اللذان يُسعى من أحدهما إلى الآخر. و"الصفا" في الأصل، جمع صفاة، وهي الصخرة، والحجر الأملس.

و"المروة" في الأصل حجر أبيض برّاق. وقيل: هي الحجارة التي تُقدح منها النار (١).

وقال أبو عبد اللَّه القرطبيّ -رحمه اللَّه تعالى-: أصل الصفا في اللغة الحجر الأملس، وهو هنا جبل بمكة معروف، وكذلك المروة جبل أيضًا، ولذلك أخرجهما بلفظ التعريف. وذكّر الصفا لأن آدم - عليه السلام - وقف عليه، فسمي به. ووقفت حوّاء على المروة، فسميت باسم المرأة، فأنث لذلك. وقال الشعبيّ: كان على الصفا صنم يسمى إسافًا، وعلى المروة صنم يدعى نائلة، فاطرد ذلك في التذكير والتأنيث، وقدم المذكر. وهذا حسن؛ لأن الأحاديث المذكورة تدلّ على هذا المعنى، وما كان كراهة من كره الطواف بينهما إلا من أجل هذا؛ حتى رفع اللَّه الحرج في ذلك. وزعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة، فمسخهما اللَّه حجرين، فوضعهما على الصفا والمروة؛ ليُعتبر بهما؛ فلما طالت المدة عُبدا من دون اللَّه.

والصفا مقصور: جمع صفاة، وهي الحجارة الْمُلْسُ. وقيل: الصفا اسم مفرد، وجمعه صُفِي-بضم الصاد-، وأصفاء، على مثل أرحاء. قال الراجز:


(١) - "طرح التثريب" ٥/ ١٠٤.