الْحَدِيث، لأنا نقول إنه -صلى الله عليه وسلم- بيّن تحريم الحرير عَلَى الرجال سابقًا، فمعلوم لدى عمر -رضي الله عنه- أنه لا يحلّ له لبسه، وأما خاتم الحديد، فلم يثبت ما يقتضي تحريم لبسه؛ لأن الأحاديث فِي ذلك لا يثبت شيء منها، كما أشار إليه ابن رَجَب فِي كلامه السابق، فأمره -صلى الله عليه وسلم- بإعطاء الخاطبِ المرأة خاتمَ الحديد فيه إباحةٌ لاستعمالهما له مطلقًا، فتبصّر. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
…
٤٧ - (صِفَةِ خَاتَمِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-)
١ - (الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ) أبو الفضل البصريّ، ثقة حافظ، منْ كبار [١١] ٩٦/ ١١٩.
٢ - (عثمان بن عمر) بن فارس العبديّ البصريّ، بخاريّ الأصل، ثقة [٩] ١٥١/ ١١١٨.
٣ - (يونس) بن يزيد بن أبي النجاد الأمويّ مولاهم، أبو يزيد الأيليّ، ثقة، منْ كبار [٧] ٩/ ٩.
٤ - (الزهريّ) محمد بن مسلم الإمام الحجة الثبت المشهور [٤] ١/ ١.
٥ - (أنس) بن مالك الصحابيّ الخادم الشهير رضي الله تعالى عنه ٦/ ٦. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن فيه بصريين، وأيليّا، ومدنيين. (ومنها): أن فيه أنساً -رضي الله عنه- أحد المكثرين السبعة، رَوَى (٢٢٨٦) حديثًا، وهو آخر منْ مات منْ الصحابة