قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: الظاهر أن المصنّف رحمه الله تعالى أراد بهذه الترجمة بيان حكم بيع التمر بالتمر مثلاً بمثل، وهو الجواز، كما أن الترجمة السابقة بيان حكم بيعه متفاضلاً، وهو التحريم.
قَالَ الفيّوميّ رحمه الله تعالى: التمر: منْ ثمر النخل، كالزبيب منْ العِنَب، وهو اليابس بإجماع أهل اللغة؛ لأنه يُترك عَلَى النخل بعد إرطابه حَتَّى يجفّ، أو يقارب، ثم يُقطع، ويُترك فِي الشمس حَتَّى يَيْبَس، قَالَ أبو حاتم: وربّما جُدَّت النخلةُ، وهي باسرة، بعدما أخلّت؛ ليُجَفّف عنها، أو لخوف السرقة، فتُترك حَتَّى تكون تمراً، الواحدة تمرة، والجمع تمورٌ، وتُمْرانٌ بالضمّ. والتمر يُذكّر فِي لغة، ويؤنّث فِي لغة، فيقال: هو التمر، وهي التمر، وتَمَرْتُ القومَ تَمْرًا، منْ باب ضرب: أطعمتهم التمر. ورجلٌ تامر، ولابنٌ: ذو تمر ولبنٍ. قَالَ ابن فارس: التامر: الذي عنده التمر، والتمّار: الذي يبيعه، وتمّرته تتميرًا: يَبَّسْتُه، فتَتَمّر هو، وأتمر الرُّطَبُ: حان له أن يصير تمرًا. انتهى.
وقوله:"أَخَلّت" بشديد اللام: أي صار بَلَحُها خَلالاً بالفتح، قَالَ الفيّوميّ فِي مادّة بلح: البلَح: ثمر النخل ما دام أخضر، قريبًا إلى الاستدارة، إلى أن يغلُظ النوى، وهو كالْحِصْرَم منْ العنب، وأهل البصرة يُسمّونه الْخَلالَ، الواحدة بَلَحَةٌ، وخَلالةٌ، فإذا أخذ فِي الطول، والتلوّن إلى الحمرة، أو الصُّفْرة، فهو بُسْرٌ، فإذا خَلَصَ لونه، وتكامل إرطابه، فهو الزَّهْوُ. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب.