وقوله:"طلاء" بكسر الطاء المهملة، ككتاب: عصير العنب إذا طُبخ حَتَّى بقي ثلثه.
وأثر ابن سيرين رحمه الله تعالى هَذَا صحيح، وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٥٢/ ٥٧١٦ - وفي "الكبرى" ٥٣/ ٥٢٢٤. ومطابقته للباب واضحة. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"الطِّلاء" -بالكسر، والمدّ: ما طُبخ منْ عصير العنب حَتَّى ذهب ثلثاه، وبقي ثلثه، وتسمّيه العجم الْمَيْبَخْتَج، وبعض العرب يُسمّي الخمر الطّلاء يريد بذلك تحسين اسمها، لا أنها الطّلاء بعينها، قَالَ عبيد بن الأبرص للمنذر حين أراد قتله:
واستشهد به ابن سِيدَه عَلَى الطلاء خاثر الْمُنَصَّف يُشبه به، وضربه عُبيد مثلًا: أي تُظهر لي الإكرام، وأنت تُريد قتلي، كما أن الذئب، وإن كانت كنيته حسنة، فإن عمله ليس بحسن، وكذلك الخمر، وإن سُميت طلاء، وحسن اسمها، فإن عملها قبيح. وَقَالَ ابن الأثير: الطلاء بالكسر والمدّ: الشراب المطبوخ منْ عصير العنب، قَالَ: وهو الرُّبُّ، وأصله القطران الخاثر الذي تُطلَى به الإبل. انتهى "لسان العرب" ١٥/ ١٠ - ١١. باختصار.
وَقَالَ فِي "الفتح": ١١/ ١٩١: "الطلاء" -بكسر المهملة، والمد-: هو الدِّبْسُ (١)، شُبِّهَ بطلاء الإبل، وهو الْقَطِران الذي يدهن به، فإذا طُبخ عصير العنب حَتَّى تَمَدَّد أشبه طلاء الإبل، وهو فِي تلك الحالة غالبا لا يسكر. انتهى. والله تعالى أعلم.