للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ففي هذين الحديثين دلالة ظاهرة على أن صلاة العيد تطوع غير فريضة. واللَّه تعالى أعلم.

واتفقوا على أن أوّل عيدٍ صلاةُ النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - عيدَ الفطر في السنة الثانية من الهجرة، وهي التي فُرض رمضان في شعبانها، ثم داوم عليه - صلى اللَّه عليه وسلم - إلى أن توفّاه اللَّه تعالى، وقيل: شرع عيد الأضحى أيضا في السنة الثانية من الهجرة (١).

[تنبيه]: ثبت هنا في "الكبرى" قبل الحديث: ما نصّه: "بدء العيدين"، وفي نسخة "باب بدء العيدين". واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

١٥٥٦ - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ, قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ, قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, قَالَ: كَانَ لأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ, فِي كُلِّ سَنَةٍ, يَلْعَبُونَ فِيهِمَا, فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - الْمَدِينَةَ, قَالَ: «كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا, وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا, يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى.

رجال هذا الإسناد: أربعة:

١ - (علي بن حُجر) السعديّ المروزي، ثقة حافظ، من صغار [٩] ١٣/ ١٣.

٢ - (إسماعيل) بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري المدني، ثم البغدادي، ثقة ثبت [٨] ١٦/ ١٧.

٣ - (حُميد) بن أبي حميد الطويل البصري، ثقة عابد يدلس [٥] ٨٧/ ١٠٨.

٤ - (أنس بن مالك) - رضي اللَّه تعالى عنه - ٦/ ٦٠ واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من رباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو (٨٩) من رباعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه ما بين مروزي، وهو شيخه، ومدنيّ، ثم بغداديّ، وهو إسماعيل، وبصريين، وهما حميد وأنس. (ومنها): أن فيه أنسًا - رضي اللَّه عنه - من المكثرين السبعة، روى (٢٢٨٦) حديثًا. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ) - رضي اللَّه تعالى عنه -، أنه (قَالَ: كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ) الجاهليةُ زمنُ الفترة التي كانت قبل الإسلام (يَوْمَانِ، فِي كُلِّ سَنَةٍ، يَلْعَبُونَ فِيهِمَا) هما يوم النَّيْرُوز والمِهْرَجَان، والنيروز هو أول يوم تتحوّل فيه الشمس إلى بُرْج الحمل، وهو أول السنة


(١) - انظر "المرعاة" ج٥ ص ٢١ - ٢٢.