وقوله:"فبايعني، والنصح لكلّ مسلم" متعلّق الفعل محذوفٌ، و"النصح" بالجرّ عطف عَلَى ذلك المحذوف، أي بايعني عَلَى ما ذُكر، والنصحِ لكل مسلم. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".
…
١٧ - (الْبَيْعَةِ عَلَى فِرَاقِ الْمُشْرِكِ)
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: مفارقة المشركين، تكون بالهجرة منْ بين أظهرهم، إذا لم يستطع المسلم أن يقيم شعائر دينه فيهم، وتمكن منْ الهجرة، وإذا لم يستطع الهجرة، فيلزمه أن يفارقهم فِي عاداتهم وتقاليدهم الخاصّة بهم؛ لأن موافقتهم فِي ذلك تشبه بهم، وَقَدْ قَالَ صلّى الله تعالى عليه وسلم فيما أخرجه أبو داود بإسناد صحيح، منْ حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، مرفوعًا:"منْ تشبّه بقوم، فهو منهم". والله تعالى أعلم بالصواب.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"بشر بن خالد": هو العسكريّ، أبو محمّد الفرائضيّ، نزيل البصرة. و"غندر": هو محمّد بن جعفر. و"سليمان": هو ابن مِهْران الأعمش.
والحديث صحيح، وَقَدْ سبق القول فيه فِي الذي قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"محمّد بن يحيى بن محمّد": الحرّانيّ الكلبيّ الملقّب بلؤلؤ، ثقة صاحب حديث [١١] ٤/ ٤٠٣ منْ أفراد المصنّف. و"الحسن بن الربيع": هو أبو عليّ البُورانيّ الكوفيّ. و"أبو الأحوص": هو سلّام بن سُليم الحنفيّ الكوفيّ.
و"أبو نُخَيلة" بالمعجمة، ويقال بالمهملة البجليّ، له صحبة عَلَى ما قاله الأكثرون.