أي هذا باب ذكر الأحاديث الدّالّة على حكم الكلام في حال الصلاة.
١٢١٦ - (أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الصَّلَاةِ، وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ، وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ لِلأَعْرَابِيِّ:"لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا"، يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-).
رجال هذا الإسناد ستة:
١ - (كثير بن عُبَيد) بن نُمَير المَذْحجي، أبو الحسن الحمصي الحذَّاء المقرئ, ثقة [١٠] تقدم ٥/ ٤٨٦.
٢ - (محمد بن حَرْب) الخَوْلاني الحمصي الأبْرَش، ثقة (٩) تقدم ١٢٢/ ١٧٢.
٣ - (الزُّبَيدي) محمد بن الوليد بن عامر، أبو الهُذَيل الحمصي القاضي، ثقة ثبت من كبار أصحاب الزهري (٧) تقدم ٤٥/ ٥٦.
٤ - (الزهري) محمد بن مسلم الإمام الحجة الشهير [٤] تقدم ١/ ١.
٥ - (أبو سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف المدني، ثقة ثبت فقيه [٣] تقدم ١/ ١.
٦ - (أبو هريرة) - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ - تقدم ١/ ١. والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من سداسيات المصنف -رحمه الله-، وأن رجاله كلهم ثقات، ومن رجال الجماعة، سوى شيخه، فانفرد به هو، وأبو داود، وابن ماجه، وفيه رواية تابعي، عن تابعي، وفيه أحد الفقهاء السبعة، وأحد المكثرين السبعة. والله -تَعَالَى- أعلم.
شرح الحديث
(عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن (أن أبا هريرة) - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ - (قال: قام رسول اللَه - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة، وقمنا معه، فقال أعرابي) -بفتح الهمزة-: واحدُ أعراب -بالفتح أيضا- وهم أهل البدو من العرب، وهم أصحاب ارتياد الكلإ، سواء كانوا من العرب، أو من مواليهم، فَمَنُ نزل البادية، وجاور البادين، وظَعَنَ بظَعْنهم، فهم أعراب، ومن نزل بلاد الرِّيف، واستوطن الْمُدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى العرب فهم عَرَب، وإن لم يكونوا فُصَحاء. أفاده في "المصباح".