للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَاسْتَغْفَرَهُ, ثُمَّ قَامَ حَتَّى أَتَى مَا اسْتَقْبَلَ مِنْ دُبُرِ الْكَعْبَةِ, فَوَضَعَ وَجْهَهُ, وَخَدَّهُ عَلَيْهِ, وَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ, وَسَأَلَهُ, وَاسْتَغْفَرَهُ, ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى كُلِّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْكَعْبَةِ, فَاسْتَقْبَلَهُ (١) بِالتَّكْبِيرِ, وَالتَّهْلِيلِ, وَالتَّسْبِيحِ, وَالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ, وَالْمَسْأَلَةِ, وَالاِسْتَغْفَارِ, ثُمَّ خَرَجَ, فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ وَجْهِ الْكَعْبَةِ, ثُمَّ انْصَرَفَ, فَقَالَ: «هَذِهِ الْقِبْلَةُ, هَذِهِ الْقِبْلَةُ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح. و "يعقوب بن إبراهيم": هو الدَّوْرَقيّ. و"يحيى": هو القطّان. وعبد الملك بن أبي سليمان": هو العَرْزميّ الكوفيّ، تقدم قبل بابين. و"عطاء": هو ابن أبي رباح.

وقوله: "فأجاف الباب" أي ردّه.

وقوله: "ما استقبل من دبر الكعبة" ببناء الفعل للفاعل، وحذف الضمير المنصوب، والأصل: ما استقبله: أي ما واجهه من الركن الذي في جهة خلفها.

وقوله: "مستقبل وجه الكعبة" أي مواجه بابها.

والحديث أخرجه مسلم دون ذكر الوضع، وقد تقدم تمام البحث فيه، وفي مسائله قبل ثلاثة أبواب، ودلالته على ماترجم له واضحة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

١٣٢ - (وَضْعُ الصَّدْرِ وَالْوَجْهِ (٢) عَلَى مَا اسْتَقْبَلَ مِنْ دُبُرِ الْكَعْبَةِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قوله: "ما استقبل" بالبناء للفاعل، والفاعل ضمير يعود إلى الواضع المفهوم، وعائد الموصول محذوف، والمعنى: على الركن الذي استقبله الواضع: أي واجهه، ويحتمل أن يكون الفاعل ضمير الموصول، أي على الركن الذي استَقبَلَ الواضع، وذلك لأن كلا من المتواجهين يستقبل أحدهما الآخر،


(١) - وفي نسخة: "فاستقبل" بحذف ضمير النصب.
(٢) - وفي نسخة: "وضع الوجه والصدر".