للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦ - فَضْلُ المَسْجِدِ الأقْصَى, والصَّلاةُ فيهِ

أي هذا باب ذكر الحديث الدال على بيان فضل المسجد الأقصى، وفضل الصلاة فيه.

يقال لبيت المقدس: المسجد الأقصى على الصفة، ومسجد الأقصى على إضافة الموصوف إلى الصفة، وقد جوزه الكوفيون، واستشهدوا له بقوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ} [القصص: ٤٤]، والبصريون يؤولونه بإضمار المكان، أي المكان الذي بجانب المكان الغربي، ومسجد المكان الأقصى، ونحو ذلك، وإلى مذهب البصريين أشار ابن مالك في الخلاصة حيث قال:

وَلَا يُضَافُ اسْمٌ لِمَا بِهِ اتَّحَدْ … معنَى وَأوِّلْ مُوهِمًا إِذَا وَرَدْ

وإنما قيل له الأقصى لبعد المسافة بينه وبين الكعبة، وقيل: لبعد الزمان، وفيه نظر، لقوله في الحديث السابق (٣/ ٦٩٠): بينهما

أربعون سنة.

وقال الزمخشري: سمي الأقصى؛ لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد، وقيل: لبعده عن الأقذار والخبث. وقيل: هو أقصى بالنسبة إلى مسجد المدينة؛ لأنه بعيد من مكة، وبيت المقدس أبعد منه.

قال الجامع: وفيه نظر؛ لأنه كان يسمى بهذا الاسم قبل المدينة.

ولبيت المقدس عدة أسماء تقرب من العشرين: منها: إيلياء،