١٨ - (دَرَجَةُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-)
٣١٣٢ - قَالَ: الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ, قِرَاءَةً عَلَيْهِ, وَأَنَا أَسْمَعُ, عَنِ ابْنِ وَهْبٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ, عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «يَا أَبَا سَعِيدٍ, مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا, وَبِالإِسْلَامِ دِينًا, وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا, وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» , قَالَ: فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ, قَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ, يَا رَسُولَ اللهِ, فَفَعَلَ, ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ, مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ, مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ, كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» , قَالَ: وَمَا هِيَ, يَا رَسُولَ اللهِ؟ , قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (الحارث بن مسكين) المصريّ الفقيه الثقة [١٠] ٩/ ٩.
٢ - (ابن وهب) عبد اللَّه المصري الثقة العابد الحافظ [٩] ٩/ ٩.
٣ - (أبو هانىء) حميد بن هانىء المصري، تقدم قبل بابين.
٤ - (أبو عبد الرحمن الْحُبُليّ) عبد اللَّه بن يزيد المصريّ تقدّم قبل بابين.
٥ - (أبو سعيد الخدريّ) سعد بن مالك بن سِنَان الصحابي ابن الصحابي - رضي اللَّه تعالى عنهما - ١٦٩/ ٢٦٢. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فتفرد به هو وأبو داود. (ومنها): أنه مسلسل بثقات المصريين، غير أبي سعيد، فمدنيّ. (ومنها): أن فيه رواية تابعي، عن تابعي. (ومنها): أن فيه أبا سعيد الخدري - رضي اللَّه عنه -، أحد المكثرين السبعة، روى (١١٧٠) من الأحاديث. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ) سعد بن مالك - رضي اللَّه تعالى عنهما - (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، قَالَ: "يَا أبَا سَعِيدٍ، مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا) منصوب على التمييز، أي من حيث كونُهُ ربًّا، أي من رضي بربوبيته على وفق قضائه وقدره، من خيره وشرّه، وحُلْوه، ومره (وَبِالإسْلامِ دِينًا) أي من حيث الدين، أي رضي بشرائعه، وأحكامه، من المأمورات