مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث أبي ذر - رضي اللَّه تعالى عنه - متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا-١٧/ ٣١٣٠ - وفي "الكبرى" ١٤/ ٤٣٣٧. وأخرجه (خ) في "العتق" ٢٥١٨ (م) "الإيمان" ٨٤ (أحمد) في "مسند الأنصار" ٢٠٨٢٤ و ٢٠٩٣٨ و ٢٠٩٨٩. واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان ما يعدل الجهاد في سبيل اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، ووجه ذلك أن الحديث بين أنه لا يفضل الجهاد في سبيل اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- شيء بعد الإيمان باللَّه تعالى. (ومنها): فضل الإيمان باللَّه تعالى، وأنه لا عمل للعبد أفضل منه على الإطلاق. (ومنها): أن فيه بيان تفاوت الأعمال الصالحة، وأن بعضها لا يعادله شيء من الأعمال على الإطلاق، وبعضها يفضل معظم أفعال العبد.
وقد تقدّم البحث في الجمع بين الروايات المختلفة في تفضيل الأعمال بما فيه الكفاية في "كتاب الحجّ" ٤/ ٢٦٢٤ - "باب فضل الحجّ" - فراجعه تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣١٣١ - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا (١) عَبْدُ الرَّزَّاقِ, قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ , قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ» , قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ , قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» , قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ , قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدموا غير مرّة.
والحديث متّفق عليه، وقد تقدّم في "كتاب الحجّ" - ٤/ ٢٦٢٤ - باب "فضل الحجّ" رواه المصنف عن شيخه محمد بن رافع، عن عبد الرزاق به. وتقدّم هناك شرحه مستوفًى، وكذا بيان مسائله، فراجعه تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
…
(١) - وفي نسخة: "ثنا".