للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

٤٨ - (الاِسْتِعَاذَةِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الإِنْسِ)

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قَالَ فِي "المصباح المنير": فِي الشيطان قولان: [أحدهما]: أنه منْ شطن: إذا بعُد عن الحقّ، أو عن رحمة الله، فتكون النون أصليّة، ووزنه فيعال، وكلُّ عاتٍ متمرّد منْ الجنّ، والإنس، والدوابّ، فهو شيطان. ووصف أعرابيّ فرسه، فَقَالَ: كأنه شيطان فِي أشطان -أي حبال-.

[والثاني] أن الياء أصليّة، والنون زائدة عكس الأول، وهو منْ شاط يَشيط: إذا بطل، أو احترق، فوزنه فعلان. انتهى.

وَقَالَ فِي "لسان العرب" ١٣/ ٢٣٨: الشيطان: فيعال، منْ شطن: إذا بعُد فيمن جعل النون أصلًا، وقولهم: الشياطين دليل عَلَى ذلك، وكلّ عاتٍ متمردٌ منْ الجن والإنس، والدوابّ شيطان، قَالَ جرير:

أَيَّامَ يَدْعُونَنِي الشَّيْطَانَ مِنْ غَزَلٍ … وَهُنَّ يَهْوِينَنِي إِذْ كُنْتُ شَيْطَانَا

وتشيطن الرجل، وشيطن: إذا صار كالشيطان، وفعل فعله، قَالَ رؤبة:

شَافٍ لِبَغْي الْكَلْب الْمُشَيْطَنِ

وقيل: الشيطان: فعلان، منْ شاط يشيط: إذا هلَك، واحترق، مثلُ هَيْمان، وغَيْمان، منْ هام، وغامِ، قَالَ الأزهريّ: الأول أكثر. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب.

٥٥٠٩ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَشْخَاشٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيهِ، فَجِئْتُ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ"، قُلْتُ أَوَلِلإِنْسِ شَيَاطِينُ؟ قَالَ: "نَعَمْ").

رجال هَذَا الإسناد: ستة:

١ - (أحمد بن سليمان) بن عبد الملك، أبو الحسين الرُّهاويّ، ثقة حافظ [١١] ٣٨/ ٤٢ منْ أفراد المصنّف.

٢ - (جعفر بْنُ عَوْنٍ) بن جعفر بن عمرو بن حُريث المخزومّي، أبو عون الكوفيّ،