للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرواة، والصواب أن اسمها جميلة بنت عبد اللَّه بن أُبيّ، كما في رواية الربيّع التي قبل هذه الرواية. ويحتمل أن يكون لها اسمان، أو هو اسمها، وجميلة لقبها. وقد تقدّم تحقيق ذلك كله في شرح حديث ابن عباس - رضي اللَّه تعالى عنهما -، في "باب ما جاء في الخلع" -٣٤/ ٣٤٩٠ - فراجعه تزدد علمًا (كَانَتْ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، فَاخْتَلَعَتْ مِنْهُ)، أي فأمرها رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - بأن تتربّص حيضةً واحدةً. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث الربيّع بنت مُعوِّذ - رضي اللَّه تعالى عنها - هذا صحيح.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا-٥٣/ ٣٥٢٥ - وفي "الكبرى" ٥٣/ ٥٦٩٢. وأخرجه (ق) في "الطلاق" ٢٠٥٨. وبقية المسائل المتعلّقة به قد تقدّمت مستوفاة -بحمد اللَّه تعالى- في "باب ما جاء في الخلع"، فراجعها تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٥٤ - (مَا اسْتُثْنِيَ مِنْ عِدَّةِ الْمُطَلَّقَاتِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: أراد -رحمه اللَّه تعالى- بالاستثناء هنا المعنى اللغويّ، وهو الإخراج مطلقًا، فمعنى الترجمة: هذا الباب معقود لبيان ما أخرج من عدّة المطقلّات، وهي ثلاثة قروء، فكان غير ذلك.

وحاصل ما أشار إليه -رحمه اللَّه تعالى- أن ما دلّت عليه آية {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: ٢٢٨]، من تناول جمغ النساء المطلّقات، أخرج منه بعض المطلقات بدليل آخر.

وبيان ذلك أن هذه الآية عامة في جميع المطلّقات، سواء كنّ يحضن، أو يئسن من المحيض، وسواء كنّ مدخولاً بهنّ، أم لا، فخرج من هذا العموم الآيسات، فعدّتهن ثلاثة أشهر,؛ لقوله تعالى: {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} الآية [الطلاق: ٤]، وخرجت المطلّقات قبل الدخول، فليس عليهنّ عدّة؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ