قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: أراد به الإجماع، وهو: اتفاق أهل الحلّ والعقد: أي المجتهدين منْ أمّة محمّد -صلى الله عليه وسلم- عَلَى أمر منْ الأمور الدينيّة، هكذا قَالَ فِي "الفتح"، وَقَالَ فِي "جمع الجوامع": هو اتّفاق مجتهد الأمّة بعد وفاة محمّد -صلى الله عليه وسلم- فِي عصر عَلَى أيّ أمر كَانَ، وإلى هَذَا أشار فِي "الكوكب الساطع" بقوله:
وأراد المصنّف رحمه الله تعالى بهذه الترجمة بيان المراد منْ قول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "فليقض بما قضى به الصالحون" اتفاق السلف الصالحين، وليس المراد أنه يقلّد منْ تقدّم منْ الصالحين، ويترك اجتهاده الذي فرضه الله تعالى عليه، فلا يُفهم منْ قوله -رضي الله عنه- هَذَا أنه يرى تقليد فرد منْ أفراد السلف، وإنما المراد إذا أجمعوا لا يتعدّه باجتهاده. والله تعالى أعلم بالصواب.