قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث متفقٌ عليه، وقد تقدّم للمصنّف في - ٦/ ٢٤٤٨ - وتقدّم شرحه، والكلام على مسائله هناك، فراجعه تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الحديث كلهم رجال الصحيح.
وتقدّموا غير مرّة. و "مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ": هو المخرِّمي البغدادي الثقة الحافظ [١١]. و"وكيع": هو ابن الجرّاح الكوفي الثقة الثبت [٩]. و"سفيان": هو الثوريّ الإمام [٧]. و"إسماعيل بن أمية": هو الأمويّ الثقة الثبت [٦]. و"محمد بن يحيى": هو ابن حبّان بن منقذ الأنصاريّ المدنيّ الثقة الفقيه [٤]. و"يحيى بن عمارة": هو ابن أبي حسن الأنصاري المدني الثقة [٣].
ودلالة الحديث على الترجمة واضحة، فإنه يدلّ على وجوب الزكاة في التمر.
[فإن قيل]: إنه إخبار عن عدم الصدقة فيما دون خمسة أوسق، من حبّ، أو تمر، فكيف يدلّ على الوجوب؟.
[قلت]: المراد به الإخبار بوجوب الزكاة فيما كان خمسة أوسق، فما فوقها، بدليل الأدلّة الأخرى، كقوله تعالى:{أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} الآية [البقرة: ٢٦٧]، وقوله تعالى:{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} الآية [الأنعام: ١٤١]، وكحديث:"فيما سقت السماء العشر"، وحديث معاذ - رضي اللَّه عنه - "أمرني رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - أن آخذ مما سقت السماء العشر … "، وغير ذلك.