للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَعَوَّذُ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَسُوءِ الْكِبَرِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ": هو الكنديّ المسروقيّ، أبو عيسى الكوفيّ، ثقة، منْ كبار [١١]. و"حسين": هو ابن عليّ الجعفيّ الكوفيّ الثقة العابد القارىء [٩]. و"زائدة": هو ابن قُدامة الثقفيّ، أبو الصلت الكوفيّ، ثقة [٧]. و"حميد": هو الطويل.

والحديث صحيح، تفرّد به المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٣٨/ ٥٤٩٧ وفي "الكبرى" ٣٩/ ٧٩٣١، ومضى شرحه غير مرّة. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

٣٩ - (الاِسْتِعَاذَةِ مِنْ أَرْذَلِ الْعُمُرِ)

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "الأرذل" منْ كلّ شيء: الرديء منه. قَالَ عز وجل: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} [الحجّ: ٥]، قيل: هو الذي يخرف منْ الكبَر، حَتَّى لا يعقل، وبيّنه بقوله: {لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} [الحجّ: ٥]، فمعنى الاستعاذة منْ أرذل العمر هو أن لا يصل إلى آخر عمره الذي لا يستطيع فيه أن يستقل بنفسه القيام بالواجبات، ولا بخدمة نفسه، بل يصير مثل الصبيّ فِي عقله، وقواه.

فقوله: "أرذل العمر" هو بمعنى الكِبَرِ فِي الباب الماضي، وسوء العمر فِي الباب التالي. والله تعالى أعلم بالصواب.

٥٤٩٨ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ يُعَلِّمُنَا خَمْسًا، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَدْعُو بِهِنَّ، وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كَلهم رجال الَصحيح، وتقدّموا غير مرّة. و"خالد": هو ابن الحارث الهجيميّ.