للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٣٢ - (السُّجُودُ عَلَى الْجَبِينِ)

أي هذا باب ذكر الحديث الدّالّ على مشروعية السجود على الجبين.

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: "الجبين" بفتح الجيم، وكسر الموحدة: ناحية الجبهة من محاذاة النَّزَعَة (١) إلى الصُّدْغِ، وهما جبينان عن يمين الجبهة، وشمالها. قاله الأزهري، وابن فارس، وغيرهما، فتكون الجبهة بين جبينين، وجمعه جُبُنٌ بضمتين، مثلُ بَرِيد وبُرُد، وأجبِنَة، مثلُ أَسْلِحَة. قاله الفيومي رحمه الله تعالى.

وموضع الاستدلال من الحديث؛ قوله: "على جبينه، وأنفه أثر الماء والطين"، ووجه الاستدلال أنه - صلى الله عليه وسلم - إنما أصاب الطينُ جبينَه لكونه سجد عليهما، وقد ثبت أنه قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، فتبين به أن السجود يكون على الجبين. والله تعالى أعلم بالصواب.

١٠٩٥ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، وَاللَّفْظُ لَهُ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: "بَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى جَبِينِهِ وَأَنْفِهِ أَثَرُ الْمَاءِ وَالطِّينِ، مِنْ صُبْحِ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ". مُخْتَصَرٌ).

رجال هذا الإسناد: ثمانية:

١ - (محمد بن سَلَمَة) المُرَادي الجَمَلي، أبو الحارث المصري، ثقة ثبت [١١] تقدم ١٩/ ٢٠.

٢ - (الحارث بن مِسْكين) بن محمد، الأموي مولاهم، أبو عمرو المصري، قاضيها، ثقة فقيه [١٠] تقدم ٩/ ٩.

٣ - (ابن القاسم) هو عبد الرحمن بن القاسم العُتَقِي، أبو عبد الله المصري، الفقيه، صاحب مالك، ثقة، من كبار [١٠] تقدم ١٩/ ٢٠.

٤ - (مالك) بن أنس الإمام المجتهد الحافظ الثبت الحجة، أبو عبد الله المدني [٧] تقدم ٧/ ٧.

٥ - (أبو سلمهّ) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة فقيه [٣] تقدم ١/ ١.


(١) النَّزَعة بوزن قصبة: موضع النَّزَع، وهو انحسار الشعر عن جانبي الجبهة. و"الصدغ" بضم، فسكون: ما بين لَحْظ العين إلى أصل الأذن، والجمع أصداع، مثل قُفْل وأقفال. قاله في "المصباح".