للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١ - (ذِكْرِ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ)

٤٩٨٧ - (حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، سُئِلَ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ").

قَالَ الجَامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وكلهم تقدّموا غير مرّة.

والقائل: "حدّثنا أبو عبد الحمن الخ" هو تلميذ المصنّف، والظاهر أنه الحافظ أبو بكر بن السنّيّ رحمه الله تعالى؛ لأنه المشهور برواية "المجتبى" عن المصنّف رحمه الله تعالى. و"عمرو بن عليّ": هو الفلّاس. و"عبد الرحمن": هو ابن مهديّ. و"إبراهيم ابن سعد": هو الزهريّ المدنيّ الثقة الثبت [٨].

والسند فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، وفيه ابن المسيب أحد الفقهاء السبعة، وفيه أنه منْ أصحّ أسانيد أبي هريرة -رضي الله عنه-، وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- رئيس المكثرين السبعة، روى منْ الأحاديث (٥٣٧٤). والله تعالى أعلم.

وقوله: "أيّ الأعمال أفضل الخ": قَالَ السنديّ رحمه الله تعالى: قد وردت فِي أفضل الأعمال أحاديث مختلفة، ذكر العلماء فِي التوفيق بينها وجوهًا، وأحسن ما قالوا أنه خاطب كلّ شخص بالنظر إلى مقامه، وما يقتضيه حاله، كما هو حال الحكيم، نعم لا إشكال فِي هَذَا الْحَدِيث، فإن الظاهر أن الإيمان أفضل الأعمال عَلَى الإطلاق، وفيه إطلاق اسم العمل عَلَى الإيمان، وأنه لا يختصّ بأفعال الجوارح، وعلى هَذَا فعطف العمل عَلَى الإيمان فِي مواضع منْ القرآن، مثل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الكهف: ١٠٧]، منْ عطف الأعمّ عَلَى الأخصّ، إلا أن يخصّ العمل فِي الآية بعمل الجوارح بقرينة المقابلة، فيكون منْ عطف المتباينين. والله تعالى أعلم. انتهى.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قد تقدّم فِي "كتاب الحجّ" بيان أقوال العلماء فِي الجمع بين الأحاديث المختلفة فِي بيان أفضل الأعمال، مستوفًى، فراجعه تستفد، وبالله تعالى التوفيق.

وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هَذَا متَّفقٌ عليه، وَقَدْ تقدّم فِي "كتاب الحجّ" ٤/ ٢٦٢٤ وتقدّم تمام شرحه، وبيان مسائله هناك. ومطابقته للترجمة واضحة. والله تعالى أعلم