هل هي تطوّع، أم واجبٌ، فكأنه قال: يجزي عنك فرضًا كان، أو تطوّعًا انتهى (١) وهو بحث نفيس جدًّا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه عليه توكلت، وإليه أنيب".
٨٣ - (الْمَسْأَلَةُ)
أي هذا باب ذكر الأحاديث الدّالّة على ذمّ سؤال الناس أموالهم.
٢٥٨٤ - (أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ صَالِحٍ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, أَنَّ أَبَا عُبَيْدٍ, مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ, أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ, يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «لأَنْ يَحْتَزِمَ أَحَدُكُمْ, حُزْمَةَ حَطَبٍ عَلَى ظَهْرِهِ, فَيَبِيعَهَا, خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلاً, فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ»).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
١ - (أبو داود) سليمان بن سيف الحرّاني، ثقة حافظ [١١] ١٠٣/ ١٣٦.
٢ - (يعقوب بن إبراهيم) بن سعد الزهري، أبو يوسف المدني نزيل بغداد، ثقة فاضل، من صغار [٩] ١٩٦/ ٣١٤.
٣ - (أبوه) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو إسحاق المدني، نزيل بغداد، ثقة حجه [٨] ١٩٦/ ٣١٤.
٤ - (صالح) بن كيسان، أبو محمد الغفاري المدني، ثقة ثبت فقيه [٤] ١٩٦/ ٣١٤.
٥ - (ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري الإمام الحجة الثبت [٤] ١/ ١.
٦ - (أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر) هو سعد بن عبيد الزهري مولاهم المدني، ثقة [٢] ١/ ١٨١٩.
٧ - (أبو هريرة) - رضي اللَّه عنه -١/ ١. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من سباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. ومنها: أنه مسلسل بالمدنيين.
غير شيخه فحرّاني. ومنها: أن فيه ثلاثةً من التابعين يروي بعضهم عن بعض: صالح عن الزهريّ عن أبي عبيد، وكلهم مدنيون. ومنها: أن فيه أبا هريرة - رضي اللَّه عنه - رأس المكثرين من الرواية، روى (٥٣٧٤) حديثًا. واللَّه تعالى أعلم.
(١) - راجع "نيل الأوطار" ج ٤ ص ١٩٥ طبعة دار الكتب العلمية. تحقيق محمد سالم هاشم.