المستفتي أن يقول للعالم: أوضح لي الجواب، ونحو هذه العبارة. (ومنها): أنه يستحب للعالم إكرام أهل الفضل، والثناء عليهم، ومدحهم فِي وجوههم إذا لم يخف مفسدةً، منْ إعجاب، ونحوه، كما أكرم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء الوفد، وأثنى عليهم، ومدحهم. (ومنها): أن فيه دليلاً عَلَى أن الإيمان والإسلام شيء واحد؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- فسر الإسلام فيما مضى منْ حديث سؤال جبريل -عليه السلام-، بما فسّر به الإيمان هنا. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
…
٢٦ - (شُهُودُ الْجَنَائِزِ)
أي باب ذكر الْحَدِيث الدالّ عَلَى أن شهود الجنائز شعبة منْ شعب الإيمان.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"عبد الرحمن بن محمد بن سلّام" -بتشديد اللام-: البغداديّ، ثم الطَّرْسُوسيّ، لا بأس به [١١] منْ أفراد المصنّف، وأبي داود. و"إسحاق ابن يوسف الأزرق": هو الواسطيّ الثقة [٩].
[تنبيه]: قوله: "ابن الأزرق" هكذا عند المصنّف، لكن المشهور أن الأزرق صفة لإسحاق، ففي "تهذيب التهذيب" جـ ١ ص ١٣١ "إسحاق بن يوسف بن مرداس المخزومي الواسطي المعروف بالأزرق" انتهى. فهذا يدلّ عَلَى أن الأزرق صفة لإسحاق، فليُتَأَمَّل. و"عوف": هو ابن أبي جَمِيلة الأعرابيّ البصريّ، ثقة رُمي بالقدر، والتشيّع [٦].
وقوله:"إيمانًا، واحتسابًا": منصوبان عَلَى الحال: أي مصدّقا بحقّيّته، وطالبًا الأجر منْ الله تعالى، لا رياء، ولا سمعةً، وهذا محلّ الترجمة، حيث جعل اتباع جنازة المسلم منْ الإيمان.
وقوله:"فصلّى عليه": أي جنازة المسلم، وإنما ذكّر الضمير باعتبار المضاف إليه، حيث اكتسب المضاف منه التذكير، كما أشار إليه فِي "الخلاصة" بقوله: