قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: مراد المصنّف رحمه الله تعالى بقوله: "بعلمه": ما يفهمه منْ سياق القضيّة، كما فعل سليمان -عليه السلام- فِي هذه القضيّة، حيث فهم منْ قول الكبرى:"اقطعه"، وقول الصغرى:"لا تقطعه، هو ابنها" عَلَى أن الصغرى هي الوالدة حقيقة، فقضى لها, وليس مراده الحكم بعلم الحاكم المشهور، وهو أن يرى الحاكم بنفسه رجلاً يأخذ مال آخر ظلمًا، فيترافعان إليه، فيحكم للمظلوم بعلمه، دون أن يطلب منه بيّنةً، وفيه اختلاف بين العلماء، سيأتي تحقيقه فِي المسألة الرابعة، إن شاء الله تعالى، فإن حكم سليمان -عليه السلام- ليس منْ هَذَا القبيل، وإنما هو حكم بالاستدلال، وعلى هَذَا فيكون قوله هنا:"حكمُ الحاكم بعلمه" بمعنى قوله: فِي "الكبرى": "باب الفهم، والقضاء، والتدبير فيه، والحكم بالاستدلال". والله تعالى أعلم بالصواب.