للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٤ - (بَابُ (١) الْغَيْرَةِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "الغَيْرَةُ" بفتح الغين المعجمة، وسكون الياء التحتيّة، بعدها راءٌ: مصدر غار الرجل على امرأته، والمرأة على زوجها يَغار، من باب تَعِبَ غَيْرًا، وغَيْرَةً بالفتح، وغَارًا. قال ابن السكّيت: ولا يقال: غِيرًا وغيرةً بالكسر. فالرجل غيورٌ، والمرأة غيورٌ أيضًا، وغيرَى، وجمع غَيُور غُيُرٌ، مثلُ رسول ورُسُلٍ، وجمع غَيْرَان، وغَيْرَى غيارى، بالضمّ والفتح. قاله الفيّومّي.

وقال القاضي عياض، وغيره: هى مشتقة من تغيّر القلب، وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص، وأشدّ ما يكون ذلك بين الزوجين انتهى (٢). واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٣٤٠٦ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ (٣) , قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - عِنْدَ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ, فَأَرْسَلَتْ أُخْرَى, بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ, فَضَرَبَتْ يَدَ الرَّسُولِ, فَسَقَطَتِ الْقَصْعَةُ, فَانْكَسَرَتْ, فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - الْكِسْرَتَيْنِ, فَضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى, فَجَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ, وَيَقُولُ: «غَارَتْ أُمُّكُمْ, كُلُوا» , فَأَكَلُوا, فَأَمْسَكَ, حَتَّى جَاءَتْ بِقَصْعَتِهَا الَّتِي فِي بَيْتِهَا, فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الرَّسُولِ, وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْهَا).

رجال هذا الإسناد: أربعة:

١ - (محمد بن المثنى) أبو موسى الْعَنَزي البصريّ، ثقة ثبت [١٠] ٦٤/ ٨٠.

٢ - (خالد) بن الحارث الْهُجَيميّ، أبو عثمان البصريّ، ثقة ثبت [٨] ٤٢/ ٤٧.

٣ - (حميد) بن حميد الطويل، أبو عبيدة البصريّ، ثقة يدلس [٥] ٨٧/ ١٠٨.

٤ - (أنس) بن مالك - رضي اللَّه تعالى عنه - ٦/ ٦. واللَّه تعالى أعلم.


(١) سقط من بعض النسخ لفظ (باب).
(٢) راجع "الفتح"١٠/ ٤٠١ "كتاب النكاح".
(٣) وفي نسخة: "قال: قال أنسٌ".