تقدّموا غير مرّة. و"يعقوب بن إبراهيم": هو الدورقيّ. و"القاسم": هو ابن محمد بن أبي بكر الصدّيق، أحد الفقهاء السبعة المشهورين بالمدينة.
وقوله: "ثبطة" -بفتح المثلّثة، وكسر الموحّدة، أو سكونها، وطاء مهملة: أي ثقيلة بطيئة. قال السيوطيّ في "شرحه": وروي: "بطينة" انتهى.
والحديث متّفقٌ عليه، وسيأتي بأتمّ مما هنا في -٢١٤/ ٣٠٥٠ - ويأتي شرحه، وبيان مسائله هناك، إن شاء اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
…
٢١٠ - (الْوَقْتُ الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ الصُّبْحُ بِالْمُزْدَلِفَةِ)
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قوله: "يُصَلَّى" بالبناء للمفعول، و"الصبح" نائب فاعله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
٣٠٣٩ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ, عَنِ الأَعْمَشِ, عَنْ عُمَارَةَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ, قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, صَلَّى صَلَاةً قَطُّ إِلاَّ لِمِيقَاتِهَا, إِلاَّ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ, صَلاَّهُمَا بِجَمْعٍ, وَصَلَاةَ الْفَجْرِ يَوْمَئِذٍ قَبْلَ مِيقَاتِهَا).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الحديث كلهم رجال الصحيح، وكلهم تقدّموا غير مرّة. و"أبو معاوية": هو محمد بن خازم الضرير. و"عمارة": هو ابن عمير الليثيّ الكوفيّ، الثقة الثبت. و"عبد الرحمن بن يزيد": هو النخعيّ الكوفيّ الثبت، أخو الأسود.
وقوله: "وصلاة الفجر" بالنصب بتقدير فعل، أي وصلّى صلاة الفجر الخ. ولفظ "الكبرى": "وصلّى الفجرَ" بصيغة الفعل، وهو واضح.
قال النووي -رحمه اللَّه تعالى-: المراد به قبل وقتها المعتاد، لا قبل طلوع الفجر؛ لأن ذلك ليس بجائز بإجماع المسلمين، والغرض أن استحباب الصلاة في أول الوقت في هذا اليوم أشدّ، وآكد، وقال أصحابنا: معناه أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - كان في غير هذا اليوم يتأخّر عن أول