للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"أبو صالح": هو ذكوان السمّان الزيّات المدنيّ الثقة المثبت [٣] ٣٦/ ٤٠. وحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه هَذَا أخرجه المصنّف هنا -٥/ ٤١٥٧ - وفي "الكبرى" ٥/ ٧٧٧٦. وأخرجه (م) فِي "الإمارة" ١٨٣٦ (أحمد) فِي "مسند المكثرين" ٨٧٣٠. وشرحه، وسائر مسائله تقدمت فِي الكلام عَلَى حديث عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه الماضي. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٦ - (الْبَيْعَةِ عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ)

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "النُّصْح" بضمّ، فسكون-: مصدرٌ، يقال: نَصَحتُ لزيد أَنْصَحُ نُصْحًا، ونَصِيحةً، هذه هي اللغة الفصيحة، وعليها قوله تعالى: {إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ} [هود: ٣٤]، وفي لغة يتعدّى بنفسه، فيقال: نصحته، وهو الإخلاص، والصدقُ والمَشُورَةُ، والعمل، والفاعل ناصحٌ، ونَصِيحٌ، والجمعُ نُصَحاءُ. قاله الفيّوميّ.

وَقَالَ المازَريّ رحمه الله تعالى: النصيحة مشتقّةٌ منْ نصحت العسل: إذا صفّيته منْ الشَّمَع، يقال: نصح الشيُ: إذا خلص، ونصح له القول: إذا أخلصه له، شبهوا تخليص القول منْ الغشّ بتخليص العسل منْ الخلط. أو مشتقّة منْ النَّصْح بفتح، فسكون-: وهي الخياطة بالمِنْصحة، وهي الإبرة، يقال: نصح الرجل ثوبه: إذا خاطه، فشبهوا فعل الناصح فيما يتحرّاه منْ صلاح المنصوح له بما يسدّه منْ خلل الثوب. والمعنى أنه يلُمّ شعث أخيه بالنصح، كما تلمّ المِنصَحة. ومنه التوبة النَّصُوح، كأن الذنب يمزّق الدين، والتوبة تَخِيطه. انتهى. كلام المازريّ بزيادة منْ كلام غيره.

وَقَالَ الخطّابيّ رحمه الله تعالى: النصيحة كلمة جامعة، معناها حيازة الحظّ للمنصوح له، قَالَ: ويقال: هي منْ وجيز الأسماء، ومختصر الكلام، وليس فِي كلام العرب كلمة مفردة تُستَوفَى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة، كما قالوا فِي الفلاح: ليس فِي كلام العرب كلمة أجمع لخير الدنيا والآخرة منه. قَالَ: وقيل: النصيحة مأخوذة منْ نصح الرجل ثوبه إذا خاطه، فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه منْ صلاح المنصوح له بما