للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٤٨ - (كَيْفَ يُقبَّلُ؟)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هكذا الترجمة في "المجتبى"، وهو بالبناء للمفعول. ولفظ "الكبرى": "كم يُقبّله؟ ". وهو المناسب للحديث الذي أورده في الباب، حيث قال: "وإن راَه خاليًا قبّله ثلاثًا". وقال السنديّ: قلت: وكأنه راعى ههنا أنه قبّله إذا رآه خاليًا، فعدّه كيفيّة، ولما كان دلالة الحديث على الكمية ظاهرة، دون الكيفية صار ترجمة الكيفية أوفق بِدَأْ به؛ لأن دأبه -رحمه اللَّه تعالى- التنبيه على الدقائق، فليتأمل. انتهى (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٢٩٣٩ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ, عَنْ حَنْظَلَةَ, قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا, يَمُرُّ بِالرُّكْنِ, فَإِنْ وَجَدَ عَلَيْهِ زِحَامًا مَرَّ, وَلَمْ يُزَاحِمْ, وَإِنْ رَآهُ خَالِيًا, قَبَّلَهُ ثَلَاثًا, ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ, فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ, وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ, فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ, ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ حَجَرٌ لَا تَنْفَعُ, وَلَا تَضُرُّ, وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَبَّلَكَ, مَا قَبَّلْتُكَ, ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عمرو بن عثمان" بن سعيد بن كثير الحمصيّ، ثقة [١٠] ٢١/ ٥٣٥.

و"الوليد": هو ابن مسلم أبو العباس الدمشقيّ، ثقة، لكنه كثير التدليس، والتسوية [٨] ٥/ ٤٥٤.

و"حنظلة": هو ابن أبي سفيان الجمحيّ المكيّ، ثقة حجة [٦] ١٢/ ١٢.

وقوله: "رأيت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - فعل مثل ذلك" فيه ما يُشعِرُ بأن قوله: "إنك حجر لا تضر، ولا تنفع" مرفوع إلى النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، كما قاله الحافظ في "الفتح" (٢).

والحديث بهذا الإسناد لا يصحّ؛ لأن فيه الوليد، وهو مشهور بتدليس التسوية، وقد تقدّم في الباب كونه متّفقًا عليه بالسياق الماضي، فتنبّه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".


(١) - "شرح السنديّ" ٥/ ٢٢٧ - ٢٢٨.
(٢) - "فتح" ٤/ ٢٦٠.