للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

امرأة"، وهذا لا يقال منْ قبل الرأي، فيحتمل أن يكون مرفوعا أرسله، ويحتمل أن يكون أخذه عن بعض أهل الكتاب. انتهى منْ "الفتح" ١٤/ ٦٠١ - ٦٠٣ بتصرّف. والله تعالى أعلم بالصواب.

٥٥٠٦ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ يَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، قَالَ: وَقَالَ: "إِنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة. و"سفيان": هو ابن عيينة. و"يحيى": هو ابن سعيد الأنصاريّ.

والحديث متّفقٌ عليه، وَقَدْ تقدّم فِي "الجنائز" ١١٥/ ٢٠٦٥ سنداً ومتناً، ومضى شرحه، وبيان مسائله هناك، فراجعه تزدد علماً. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

٤٧ - (الاِسْتِعَاذَةِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَشَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ)

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "المسيح" -بفتح الميم، وتخفيف المهملة المكسورة، وآخره حاء مهملة-: يطلق عَلَى الدجال، وعلى عيسى ابن مريم عليهما السلام، لكن إذا أريد الدجال قيد به، وَقَالَ أبو داود فِي "السنن": المسيح مثقل الدجال، ومخفف عيسى، والمشهور الأول، وأما ما نَقَل الفربري فِي رواية المستملى وحده عنه عن خلف بن عامر، وهو الهمداني، أحد الحفاظ، أن المسيح بالتشديد والتخفيف واحد، يقال للدجال، ويقال لعيسى، وأنه لا فرق بينهما، بمعنى لا اختصاص لأحدهما بأحد الأمرين، فهو رأى ثالث، وَقَالَ الجوهري: منْ قاله بالتخفيف؛ فلمسحه الأرض، ومن قاله بالتشديد؛ فلكونه ممسوح العين، وحكى بعضهم أنه قَالَ بالخاء المعجمة فِي الدجال، ونسب قائله إلى التصحيف.

واختلف فِي تلقيب الدجال بذلك، فقيل: لأنه ممسوح العين، وقيل: لأن أحد شقى