للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢١ - (تَحْرِيمِ الأَشْرِبَةِ الْمُسْكِرَةِ مِنَ الأَثْمَارِ، وَالْحُبُوبِ، كَانَتْ عَلَى اخْتِلَافِ أَجْنَاسِهَاَ لِشَارِبِيهَا)

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: الظاهر أن قوله: "كانت" زائدة، وقوله: "لشاربيها" متعلّق بـ"تحريم"، و"اللام بمعنى "عَلَى". ولفظ "الكبرى": "تحريم الأشربة المسكرة منْ أي الأشجار، والحبوب، كانت عَلَى اختلاف أجناسها؛ لتساوي أفعالها". أي لتساويها فِي الإسكار. والله تعالى أعلم بالصواب.

٥٥٨٤ - (أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا (١) عَبْدُ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: إِنَّ أَهْلَنَا يَنْبِذُونَ لَنَا شَرَابًا عَشِيًّا، فَإِذَا أَصْبَحْنَا شَرِبْنَا، قَالَ: أَنْهَاكَ عَنِ الْمُسْكِرِ، قَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، وَأُشْهِدُ اللَّهَ عَلَيْكَ أَنْهَاكَ عَنِ الْمُسْكِرِ، قَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، وَأُشْهِدُ اللَّهَ عَلَيْكَ، إِنَّ أَهْلَ خَيْبَرَ يَنْتَبِذُونَ شَرَابًا مِنْ كَذَا وَكَذَا، وَيُسَمُّونَهُ كَذَا وَكَذَا، وَهِيَ الْخَمْرُ، وَإِنَّ أَهْلَ فَدَكٍ يَنْتَبِذُونَ شَرَابًا مِنْ كَذَا وَكَذَا، يُسَمُّونَهُ كَذَا وَكَذَا، وَهِيَ الْخَمْرُ، حَتَّى عَدَّ أَشْرِبَةً أَرْبَعَةً، أَحَدُهَا الْعَسَلُ).

رجال هَذَا الإسناد: خمسة:

١ - (ابن عون) هو عبد الله، أبو عون البصريّ، ثقة ثبت فاضل [٥] ٢٩/ ٣٣.

٢ - (ابن سيرين) هو محمد الأنصاريّ، أبو بكر البصريّ، ثقة ثبت فقيه [٣] ٤٦/ ٥٧. والباقون تقدّموا قريباً. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنِ) محمد (بْنِ سِيرِينَ) رحمه الله تعالى، أنه (قَالَ: جاءَ رَجُلٌ إِلَى) عبد الله (بنِ عُمَرَ) رضي الله تعالى عنهما (فَقَالَ: إِنَّ أَهْلَنَا يَنْبِذُونَ) بكسر الموحدة (لَنَا شَرَابًا عَشِيًّا) وفي "الكبرى": "عشاء": أي وقت العشيّ، قيل: العشيّ: ما بين الزوال إلى الغروب، ومنه قيل: للظهر والعصر: صلاتا العشيّ. وقيل: هو آخر النهار. وقيل: العشيّ منْ الزوال إلى الصباح. وقيل: العشيّ، والعشاء منْ صلاة المغرب إلى العتمة، وعليه قول ابن فارس: العشاءان: المغرب والعتمة. قَالَ ابن الأنباري: العشية مؤنثةٌ، وربّما ذكّرتها


(١) وفي نسخة: "أخبرنا".