والحديث صحيح، وَقَدْ سبق تمام البحث فيه فِي الْحَدِيث الذي قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
…
٣ - (تَلْقِينُ السَّارِقِ)
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "التلقين": مصدر لقّن، قَالَ الفيّوميّ: لَقِنَ الرجلُ الشيءَ لَقَنًا، فهو لَقِنٌ، منْ باب تعب: فهِمه، ويُعَدَّى بالتضعيف إلى ثان، فيقال: لقّنته الشيءَ، فتلقّنه: إذا أخذه منْ فيك، مشافهةً، وَقَالَ الفارابيّ: تلقّن الكلامَ: أخذه، وتمكّن منه، وَقَالَ الأزهريّ، وابن فارس: لَقِنَ الشيءَ، وتلقّنه: فهمه، وهدْا يصدُقُ عَلَى الأخذ، مشافهة، وعلى الأخذ منْ المصحف. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب.
٤٨٧٩ - (أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الْمُنْذِرِ، مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، أُتِيَ بِلِصٍّ، اعْتَرَفَ اعْتِرَافًا، وَلَمْ يُوجَدْ مَعَهُ مَتَاعٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا إِخَالُكَ سَرَقْتَ"، قَالَ: بَلَى، قَالَ: "اذْهَبُوا بِهِ، فَاقْطَعُوهُ ثُمَّ جِيئُوا بِهِ، فَقَطَعُوهُ، ثُمَّ جَاءُوا بِهِ، فَقَالَ لَهُ: "قُلْ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَأَتُوبُ إِلَيْه"، فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، قَالَ: "اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ").
رجال هَذَا الإسناد: ستة:
١ - (سُويد بن نصر) أبو الفضل المروزيّ، راوية ابن المبارك، ثقة [١٠] ٤٥/ ٥٥.
٢ - (عبد الله بن المبارك) المذكور فِي الباب الماضي.
٣ - (حماد بن سلمة) بن دينار، أبو سلمة البصريّ، ثقة عابد, تغير بآخره [٨] ١٨١/ ٢٨٨.
٤ - (إسحاق بن بن عبد الله بن أبي طلحة) الأنصاريّ المدنيّ، ثقة حجة [٤] ١٩/ ٢٠.
٥ - (أبو المنذر مولى أبي ذرّ) الغفاري، مقبول [٢].
روى عن مولاه، وأبي أميّة المخزوميّ. وعنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. روى له المصنّف، وأبو داود، وابن ماجه، وله عندهم هَذَا الْحَدِيث فقط.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute