للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يوم الجمعة، فَقَالَ له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما يلبس الحرير فِي الدنيا منْ لا خلاق له فِي الآخرة"، فلما كَانَ بعد ذلك أُتي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بحلل سيراء، فبعث إلى عمر بحلة، وبعث إلى أسامة بن زيد بحلة، وأعطى عليّ بن أبى طالب حلة، وَقَالَ: "شَقِّقْها خُمُرا بين نسائك"، قَالَ: فجاء عمر بحلته يحملها، فَقَالَ: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثتَ إلي بهذه، وَقَدْ قلت بالأمس فِي حلة عطارد، ما قلت؟ فَقَالَ: "إني لم أبعث بها إليك لتلبسها، ولكني بعثت بها إليك لتصيب بها"، وأما أسامة فراح فِي حلته، فنظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نظرا عَرَف أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قد أنكر ما صنع، فَقَالَ: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما تنظر إلي؟ فأنت بعثت إلي بها، فَقَالَ: "إني لم أبعث إليك لتلبسها، ولكني بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك". انتهى.

والحديث متَّفقٌ عليه، وَقَدْ تقدّم فِي "كتاب الجمعة" ١١/ ١٣٨٢ ومضى هناك شرحه، وبيان مسائله، فراجعه تستفد. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

٨٦ - (صِفَةِ الإِسْتَبْرَقِ)

٥٣٠٢ - (أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى -وَهُوَ ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ- قَالَ: قَالَ سَالِمٌ: مَا الإِسْتَبْرَقُ؟ قُلْتُ: مَا غَلُظَ مِنَ الدِّيبَاجِ، وَخَشُنَ مِنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: رَأَى عُمَرُ مَعَ رَجُلٍ حُلَّةَ سُنْدُسٍ، فَأَتَى بِهَا النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: اشْتَرِ هَذِهِ … وَسَاقَ الْحَدِيثَ).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "عمران بن موسى": هو القزّاز، أبو عمرو البصريّ، صدوقٌ [١٠]. و"عبد الوارث": هو ابن سعيد بن ذكوان التّنّوريّ البصريّ الثقة الثبت [٨]. و"يحيى بن أبي إسحاق": هو الحضرميّ النحويّ البصريّ، صدوقٌ ربما أخطأ [٥]. و"سالم": هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطّاب.

وقوله: "ما غلُظ" بضم اللام، يقال: غلُظ الشيء غِلَظاً، وِزان عِنَب: خلاف دقّ. وقوله: "وخشُن" بضم الشين المعجمة، يقال: خشُن الشيء بالضمّ خُشْنَةً بضم، فسكون، وخُشُونةً بضمّتين: خلاف نَعُم.