للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٨٥ - (الاسْتِعْفَافُ عَنِ الْمَسْأَلَةِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الاستعفاف مصدر استّعّفَّ، وهو طلب العِفَّةِ، أو هو بمعنى عَفَّ عن الشيء يَعِفّ من باب ضرب عِفَّةً بالكسر، وعَفَّا بالفتح: امتنع عنه، فهو عَفِيف. قاله في "المصباح". والمراد بالمسألة هنا سؤال المال، لا المسائل الدينيّة، أو في الأمر الذي لا بدّ منه، كما سيأتي في -٩٣/ ٢٦٠٠ - ، إن شاء اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٢٥٨٨ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, عَنْ مَالِكٍ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ, سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ, فَأَعْطَاهُمْ, ثُمَّ سَأَلُوهُ, فَأَعْطَاهُمْ, حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا عِنْدَهُ, قَالَ: «مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ, فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ, وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ, يُعِفَّهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, وَمَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ, وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً, هُوَ خَيْرٌ, وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ»).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (قتيبة) بن سعيد المذكور في الباب الماضي.

٢ - (مالك) بن أنس إمام دار الهجرة الحجة الفقيه [٧] ٧/ ٧.

٣ - (ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري الإمام الحجة الحافظ [٤] ١/ ١.

٤ - (عطاء بن يزيد) الليثيّ الجُنْدعيّ المدنيّ نزيل الشام، ثقة [٣] ٢٠/ ٢١.

٥ - (أبو سعيد الخدري) سعد بن مالك بن سنان الصحابي ابن الصحابي - رضي اللَّه عنهما - ١٦٩/ ٢٦٢. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

منها: أنه من خماسيات المصنف، وأنه مسلسل بالمدنيين غير شيخه فبغلاني، وفيه رواية تابعي عن تابعي، وفيه أبو سعيد صحابي ابن صحابى، من المكثرين السبعة روى (١١٧٠) حديثًا. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ أَبِي سعيد الْخُدْرِيِّ) - رضي اللَّه تعالى عنه - (أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ) قال الحافظ: لم يتعيّن لي أسماؤهم، إلا أن النسائيّ روى من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري،