(١٧١/ ١) ورواية أبي العباس الأصمّ في "حديثه"(ج ٣ رقم ٩٧) وابن عساكر (٨/ ٥١٢/ ١)(١).
لكن المشكل أنه موصوف بتدليس التسوية، فلا بدّ من التصريح بالسماع فيمن بعده من رجال السند، فتفكّر.
وذكر الشيخ أيضًا أنه رواه أبو القاسم إسماعيل الحلبيّ في "حديثه"(١١٣/ ٢) عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن معاذ بن جبل، مرفوعًا به انتهى.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: عثمان بن عطاء بن أبي مسلم ضعيف جدًّا، فلا يصلح للاستشهاد به. واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا-٤٦/ ٣١٨٩ و ٢٩/ ٤١٩٥ - وفي "الكبرى" ٤٢/ ٤٣٩٧ و"السير" ٩٦/ ٨٧٣٠. وأخرجه (د) في "الجهاد" ٢٥١٥ و (أحمد) في "مسند الأنصار" ٢١٥٣٧ (الدارميّ) في "الجهاد" ٢٤١٧. واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان فضل الصدقة في سبيل اللَّه تعالى، حيث إن الغازي إذا أنفق ماله العزيز عليه في سبيل اللَّه تعالى، مع مراعاة بقية الأوصاف كان كلّ حالاته أجرًا في ميزان حسناته. (ومنها): أن الغزو الكامل الذي جاء فضله في كتاب اللَّه تعالى، وأحاديث رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - الصحيحة إنما هو الغزو الذي اشتمل صاحبه على هذه الأوصاف المذكورة في هذا الحديث. (ومنها): أن من غزا، ولم يخلص، أوعصى الإمام، أو أفسد في الأرض، فإنه لا أجر له، بل يرجع حاملاً أوزارًا كثيرة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".