للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بمعنى واحد، وهو من التقدير، قال الخطابيّ: ومنه قوله تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}. فالمعنى: قدّروا له تمام العدد ثلاثين يوما، أي انظروا في أول الشهر، واحسبوا تمام ثلاثين يوما انتهى. وبهذا فسّره الجمهور انتهى كلام ولي الدين بتصرف (١).

والحديث متّفق عليه، وقد تقدّم تمام البحث فيه في الحديث الماضي. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

١٠ - (ذِكْرُ الاخْتِلَافِ عَلَى الزُّهْريّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: وجه الاختلاف على الزهريّ -رحمه اللَّه تعالى- أن إبراهيم بن سعد رواه عنه، عن ابن المسيّب، عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه -، وخالفه في ذلك يونس بن يزيد الأيليّ، فرواه عنه، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه.

لكن مثل هذا الاختلاف لا يضرّ؛ لأنه يُحمَل على أنه مرويٌّ من حديث أبي هريرة - رضي اللَّه عنه -، ومن حديث عبد اللَّه بن عمر - رضي اللَّه عنهم -، ولذا أخرجه الشيخان من حديث ابن عمر - رضي اللَّه عنهم -، وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي اللَّه عنه - فدلّ على أنه محفوظ من كلا الطريقين. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٢١١٩ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ, قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا, وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا, فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ, فَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "محمد بن يحيى بن عبد اللَّه النيسابوريّ": هو الذهلي الحافظ المشهور [١١] ١٩٦/ ٣١٤. و"سليمان بن داود": هو ابن علي بن عبد اللَّه بن العباس، أبو أيوب البغداديّ الهاشمي الثقة الجليل [١٠] ٦٨/ ١٣١٦. و"إبراهيم": هو: ابن سعد بن إبراهيم الزهريّ المدنيّ الثقة الحجة [٨] ١٩٦/ ٣١٤. و"محمد بن مسلم": هو ابن شهاب الإمام المشهور.


(١) - "طرح التثريب" ج ٣ ص ١٠٧.