للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: "فغدا علي" بتشديد الياء، أي جاءني غُدوة، أي في أول النهار عند اشتداد حر الشمس.

وقوله: "وسلّمنا حين سلّم" هذا موضع الترجمة، فإنه يدل على أن السنة أن يسلم المأموم وقت سلام إمامه، فلا يتقدّم عليه، ولا يتأخر عنه مشتغلاً بالدعوات، بل يسلم عقب تسليمه.

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ظاهره يقتضي أنهم سلّموا مع سلامه، لأن الحين معناه الوقت، فظاهر اللفظ يقتضي أن سلامهم كان في وقت سلامه، مقارناً له، وليس هذا هو المراد -والله أعلم- وإنما المراد أنهم سلّموا عقب سلامه من غير تأخّر عنه، وعبّر عن ذلك باتحاد الوقت والحين، فإن التعاقب شبيه بالتقارن، وهو أيضاً المراد -والله أعلم- من المرويّ عن ابن عمر وغيره من السلف فى السلام مع الإمام، وأنهم أرادوا بالمعيّة التعاقب، دون التقارن انتهى.

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذا الذي قاله الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى حسن جدًا. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلّا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقى إلّا بالله، عليه توكلت, وإليه أنيب".

٧٤ - (بَابُ السُّجُودِ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الصَّلَاةِ)

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: أراد المصنف رحمه الله تعالى بهذه الترجمة مشروعية السجود بعد الفراغ من الصلاة استدلالاً بحديث عائشة المذكور في الباب، لأن المراد من قولها: "ويسجد سجدة قدرَ ما يقرأ أحدكم خمسين آية" هو السجود بعد الفراغ من الصلاة.

لكن في هذا الاستدلال نظر لا يخفى، إذ الظاهر من الحديث بيان طول سجوده -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الليل بقدر ما يكون مثل قراءة القارىء خمسين آية.

وأصرح من هذا رواية البخاري جـ ٢ ص٣١ - من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، ولفظه: "كان يصلي إحدى عشرة ركعةً، كانت تلك صلاته -تعني بالليل-