للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

غيرهم، قال: والذي يظهر أن كلّ نبيّ مع أمته كذلك، فتعذّب كفارهم في قبورهم، بعد سؤالهم، وإقامة الحجة عليهم، كما يُعذّبون في الآخرة بعد السؤال، وإقامة الحجة انتهى (١).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: عندي القول الأوّل أرجح، لظواهر الأحاديث، وأَمَّا إثباته للأمم السابقة، فيحتاج إلى دليل خاصّ، وأما ثبوت العذاب لهم في القبر، وما بعده، فهذا مما لا ينكر، للنصوص الدالة عليه، كقوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٦]، لكن لا يلزم منه أن يكون هناك سؤال على الكيفية التي ثبتت لهذه الأمة، كما تقدّم بيانه، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

١١١ - مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: أراد به بيان فضل من مات بمرض بطنه، كالإسهال، ونحوه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٢٠٥٢ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى, قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ, عَنْ شُعْبَةَ, قَالَ: أَخْبَرَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ, قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَسَارٍ, قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا, وَسُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ, وَخَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ, فَذَكَرُوا أَنَّ رَجُلاً, تُوُفِّيَ مَاتَ بِبَطْنِهِ, فَإِذَا هُمَا يَشْتَهِيَانِ, أَنْ يَكُونَا شُهَدَاءَ جَنَازَتِهِ, فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «مَنْ يَقْتُلْهُ بَطْنُهُ, فَلَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ»؟ , فَقَالَ الآخَرُ: بَلَى.

رجال هذا الإسناد: سبعة:

١ - (جامع بن شدّاد) أبو صخرة المحاربيّ الكوفيّ، ثقة [٥] ١٠٨/ ١٤٥.

٢ - (عبد اللَّه بن يسار) الجهنيّ الكوفيّ، ثقة، من كبار [٣].

روى عن حذيفة، وعليّ، وسليمان بن صُرَد، وخالد بن عُرْفُطَة، وغيرهم. وعنه ابنه عمار، والأعمش، ومنصور، وجامع بن شدّاد، وغيرهم. قال النسائيّ: ثقة. وذكره


(١) - "فتح" ج ٣ ص ٦٠٩ - ٦١٠.