الْخَذْفِ, الَّذِي تُرْمَى بِهِ الْجَمْرَةُ» , قَالَ: وَالنَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - يُشِيرُ بِيَدِهِ, كَمَا يَخْذِفُ الإِنْسَانُ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث أخرجه مسلم، وقد تقدّم قبل ثلاثة أبواب سندًا ومتنًا.
ودلالته على ما ترجم له واضحة، حيث بين أن موضع التقاط الحصى هو منى، عقب مجاوزة وادي محسّر. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
…
٢١٩ - (قَدْرُ حَصَى الرَّمْيِ)
٣٠٦٠ - (أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ حُصَيْنٍ, عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, غَدَاةَ الْعَقَبَةِ, وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ: «هَاتِ, الْقُطْ لِي» , فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ, هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ, فَوَضَعْتُهُنَّ فِي يَدِهِ, وَجَعَلَ: يَقُولُ بِهِنَّ فِي يَدِهِ -وَوَصَفَ يَحْيَى, تَحْرِيكَهُنَّ فِي يَدِهِ- "بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ").
قالَ الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث صحيح، وقد تقدّم تمام البحث فيه قبل باب.
و"عبيد اللَّه بن سعيد" هو: أبو قدامة السرخسي. و"يحيى" هو: ابن سعيد القطان. والباقون تقدموا قبل باب.
وقوله: "وجعل يقول بهنّ في يده" أي شرع النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - يحرّكهنّ، ويقلّبهنّ في يده. وقوله: "ووصف يحيى" هو يحيى بن سعيد القطّان الراوي عن عوف بن أبي جميلة. وقوله: "بأمثال هؤلاء" متعلّق بمحذوف، أي ارموا بأمثال هؤلاء، ويعني بذلك صغر حجم الحصيات. ودلالة الحديث على الترجمة واضحة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".