للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في "الطرح" (١).

وقال في "الفتح": وفيه إنذار بما سيقع، فوقع كما قال - صلى اللَّه عليه وسلم -، وقد فتحت عليهم الفتوح بَعْدُ، وآل الأمر إلى أن تحاسدوا، وتقاتلوا، ووقع ما هو المشاهد المحسوس لكلّ أحد مما شهد بمصداق خبره - صلى اللَّه عليه وسلم -، ووقع من ذلك في هذا الحديث إخباره بأنه فرط، أي سابقهم، وكان كذلك، وأن أصحابه لا يشركون بعده، فكان كذلك، ووقع ما أنذر به من التنافس في الدنيا، وقد ثبت معنى ذلك فيما أخرجه البخاريّ من حديث عمرو بن عوف، مرفوعًا: "ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بُسطت على من كان قبلكم، فتتنافسوها، كما تنافسوها، وتلهيكم كما ألهتهم"، وفي حديث أبي سعيد عند البخاريّ أيضًا: "إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج اللَّه لكم من بركات الأرض … " الحديث، فوقع كما أخبر به، وفتحت عديهم الفتوح الكثيرة، وصُبّت عليهم الدنيا صبّا (٢). واللَّه سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٦٢ - تَرْكُ الصَّلَاةِ عَلَيهِمْ

١٩٥٥ - أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ, أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ, أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ, فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ, ثُمَّ يَقُولُ: «أَيُّهُمَا (٣) أَكْثَرُ, أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟ , فَإِذَا أُشِيرَ إِلَى أَحَدِهِمَا, قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ, قَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ» , وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ (٤) , فِي دِمَائِهِمْ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ, وَلَمْ يُغَسَّلُوا.

رجال هذا الاسناد: خمسة، تقدّموا قريبًا، سوى:

١ - (عبدالرحمن بن كعب بن مالك) الأنصاريّ، أبو الخطّاب المدنيّ، ثقة، من كبار


(١) - "طرح التثريب" ج ٣ ص ٢٩٧.
(٢) - "فتح" ج ٧ ص ٣٢٠ بزيادة، وتصرّف.
(٣) - وفي نسخة: "أيهم".
(٤) - وفي نسخة: "بدمائهم".