وَقَالَ أيضاً منْ شروط الاستغفار صحة النية، والتوجه، والأدب، فلو أن أحدا حصل الشروط، واستغفر بغير هَذَا اللفظ الوارد، واستغفر آخر بهذا اللفظ الوارد، لكن أخلّ بالشروط، هل يستويان؟ فالجواب أن الذي يظهر أن اللفظ المذكور إنما يكون سيد الاستغفار إذا جمع الشروط المذكورة. والله أعلم. ذكره فِي "الفتح" ١٢/ ٣٧٩. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: وجه الاختلاف المذكور أن موسى بن شيبة رواه عن الأوزاعيّ، عن عبدة بن أبي لبابة، عن ابن يساف، وهو هلال، أنه سأل عائشة رضي الله تعالى عنها، ورواه أبو المغيرة، عن الأوزاعيّ، عن عبدة، عن ابن يساف، قَالَ: سئلت عائشة، ولم يبين السائل، ورواه منصور، وحصين بن عبد الرحمن، كلاهما عن هلال، عن فروة بن نوفل، قَالَ: سألت عائشة، رضي الله تعالى عنها، ورواية منصور وعبد الرحمن هي المحفوظة، وهي التي أخرجها مسلم فِي "صحيحه"، وتحمل رواية أْبي المغيرة عَلَى روايتهما؛ لأنها لم تبين السائل، فيحمل عَلَى أنه فروة بن نوفل.
والحاصل أن رواية موسى بن شيبة غير محفوظة؛ لمخالفته الجماعة، مع جهالته، فإنه لم يرو عنه غير ابن وهب. والله تعالى أعلم بالصواب.
قالَ الجامع عفا الله تعاَلى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، غير "موسى بن شيبة": وهو الحضرميّ المصريّ، مقبول [٩]، فإنه منْ أفراده هو وأبى داود فِي "المراسيل". و"ابن يساف": هو هلال، كما سيأتي فِي الرواية الثالثة.