٢٧ - (ذِكْرُ مَا كَانَ يُنْبَذُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيهِ)
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "ذكرُ ما كَانَ الخ" منْ إضافة المصدر إلى مفعوله، و"ما" موصولة، و"يُنبذ" بالبناء للمفعول: أي هَذَا باب ذكر الأحاديث التي تدلّ عَلَى بيان الوعاء الذي كانوا ينبذون فيه لأجل أن يشربه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- والله تعالى أعلم بالصواب.
١ - (أبو الزبير) محمد بن مسلم بن تَدْرُسَ المكيّ، صدوقٌ، يُدلّس [٤] ٣١/ ٣٥.
٢ - (جابر) بن عبد الله بن عمرو بن حرام السَّلَميّ الأنصاريّ الصحابيّ ابن الصحابيّ رضي الله تعالى عنهما ٣١/ ٣٥، وقتيبة بن سعيد، وأبو عوانة الوضّاح بن عبد الله اليشكريّ تُرجِما قبل بابين. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ رباعيّات المصنّف رحمه الله تعالى، وهو (٢٧٢) منْ رباعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن فيه جابرًا -رضي الله عنه- منْ المكثرين السبعة، رَوَى (١٥٤٠) حديثاً.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ جَابِر) بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ يُنْبَذُ لَهُ) بالبناء للمفعول (فِي تَوْرٍ) بفتح المثناة الفوقيّة- قَالَ فِي "اللسان": التور منْ الأواني مذكّر، قيل: هو عربيّ، وقيل: دخيل، قَالَ الأزهريّ: التور إناء معروف، تذكّره العرب، تشرب فيه. وَقَالَ أيضًا: هو إناء منْ صُفْر، أو حجارة، كالإجّانة، وَقَدْ يُتوضّأ منه. انتهى باختصار. وقوله:(مِنْ حِجَارَةٍ) بيان لنوعه، وفي رواية لمسلم:"تورٌ منْ برم"، وهو بمعناه. قَالَ النوويّ رحمه الله تعالى: هو قدح كبير كالقِدْر، يُتّخذ تارةً منْ الحجارة، وتارة منْ النحاس وغيره. انتهى "شرح مسلم" ١٣/ ١٦٦. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.