[تنبيه]: قوله: "كرّم الله وجهه" كَانَ الأولى أن يقال: رضي الله تعالى عنه، كسائر الصحابة، فإن المعهود عند ذكرهم هو الترضّي عنهم، اقتباسا منْ قول الله سبحانه وتعالى:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} الآية [الفتح: ١٨]، ويُحكَى أنه إنما قيل: ذلك عند ذكره خاصّةً؛ لأن بعض أعدائه -رضي الله عنه- منْ النواصب كانوا يقولون: قَالَ عليّ قبح الله وجهه، وفعل عليّ قبح الله وجهه، فقابل ذلك أهل السنة بقولهم: كرّم الله وجهه، والله تعالى أعلم.
وقوله:"عن حلقة الذهب": أي خاتمه. وقوله: و"القسيّ" -بفتح القاف، وتشديد السين المهملة: نسبة بلدة يقال لها: القس، والمراد الثياب التي يغلبها الحرير، وقيل: غير ذلك. وقوله:"والميثرة": بكسر الميم، وفتح الثاء المثلّثة: وطاء محشوّ، يُجعل فوق الرحل تحت الراكب.
والحديث أخرجه مسلم، وَقَدْ تقدّم ٤٣/ ٥١٧٢ ومضى شرحه مستوفًى هناك، وكذا بيان مسائله، واستدلال المصنّف به هنا لما ترجم له واضح. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"عبد الواحد": هو ابن زياد العبديّ مولاهم البصريّ، ثقة [٨]. و"إسماعيل بن سُميع"-: هو الحنفيّ، أبو محمد الكوفيّ السابريّ، صدوقٌ تُكلم فيه لبدعة الخوارج [٤]. و"مالك بن عُمير": هو الحنفيّ الكوفيّ المخضرم [٢]، منْ أفراد المصنّف، وأبي داود.
والحديث أخرجه مسلم، كما سبق بيانه فيما قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب ".