أَهْلُهَا أَنْ يَبِيعُوهَا, وَيَشْتَرِطُوا الْوَلَاءَ, فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: «اشْتَرِيهَا, وَأَعْتِقِيهَا, فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» , وَأُعْتِقَتْ, فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا, وَكَانَ يُتَصَدَّقُ عَلَيْهَا, فَتُهْدِي لَنَا مِنْهُ, فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: «كُلُوهُ, فَإِنَّهُ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ, وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه، فإنه من أفراده هو، وأبي داود، وهو ثقة.
و"هشام": هو ابن عروة.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد سبق البحث فيه مستوفًى قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه
أنيب".
…
٣٠ - (بَابُ خِيَارِ الأَمَةِ، تُعْتَقُ، وَزَوْجُهَا حُرٌّ)
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: يحتمل أن يكون قوله: "تعتق" بفتح أوله، مبنيًّا للفاعل، من عَتَقَ يَعتقُ، ثلاثيًّا، من باب ضرب، أو بضمّه، مبنيًّا للمفعول، من أُعتق رباعيًّا، كما سبق بيانه قبل باب. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
٣٤٧٦ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ, عَنِ الأَسْوَدِ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتِ اشْتَرَيْتُ بَرِيرَةَ, فَاشْتَرَطَ أَهْلُهَا وَلَاءَهَا, فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: «أَعْتِقِيهَا, فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْطَى الْوَرِقَ» , قَالَتْ: فَأَعْتَقْتُهَا, فَدَعَاهَا رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فَخَيَّرَهَا مِنْ زَوْجِهَا, قَالَتْ: لَوْ أَعْطَانِي كَذَا وَكَذَا, مَا أَقَمْتُ عِنْدَهُ, فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا, وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح. و"جرير": هو ابن عبد الحميد. و"منصور": هو ابن المعتمر. و"إبراهيم": هو ابن يزيد النخعي. و"الأسود": هو ابن يزيد النخعي.
والحديث متّفقٌ عليه، وتقدّم البحث فيه في الباب الماضي.