وَاللَّفْظُ لَهُ- عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ, قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ, وَالإِمَامُ يَخْطُبُ, فَقَدْ لَغَوْتَ».
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث متّفقٌ عليه، وقد تقدم في "باب الإنصات للخطبة يوم الجمعة" [٢٢/ ١٤٠١ و ١٤٠٢] وتقدم الكلام عليه هناك مستوفًى، فراجعه، تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
…
٢٢ - (كَيْفَ الْخُطْبَةُ؟)
١٥٧٨ - أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ, عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ, قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ, يَحْمَدُ اللَّهَ, وَيُثْنِى عَلَيْهِ, بِمَا هُوَ أَهْلُهُ, ثُمَّ يَقُولُ: «مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ, إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ, وَأَحْسَنَ الْهَدْىِ هَدْىُ مُحَمَّدٍ, وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا, وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ, وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ, وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ» , ثُمَّ يَقُولُ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ, وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ, وَعَلَا صَوْتُهُ, وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ, كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ, يَقُولُ: «صَبَّحَكُمْ, مَسَّاكُمْ». ثُمَّ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلأَهْلِهِ, وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا, أَوْ ضِيَاعًا, فَإِلَيَّ, أَوْ عَلَيَّ, وَأَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ».
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (عُتبة بن عبد اللَّه) بن عُتبة اليُحمِديّ، أبو عبد اللَّه المروزيّ، صدوق [١٠] ٨١/ ٩٨.
٢ - (ابن المبارك) عبد اللَّه الإمام الحافظ الحجة [٨] ٣٢/ ٣٦.
٣ - (سفيان) بن سعيد الثوري الإمام المثبت الحجة [٧] ٣٣/ ٣٧.
٤ - (جعفر بن محمد) الصادق، أبو عبد اللَّه المدني، صدوق فقيه إمام [٦] ٢٣/ ١٨٢.
٥ - (محمد بن علي) بن الحسين بن علي بن أبي طالب الباقر، أبو جعفر المدني ,