للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفطر عن العبد الكافر هو الأرجح عندي؛ عملاً بالحديثين، فيُخصَّصُ عموم قوله - صلى اللَّه عليه وسلم -: "ليس على المسلم في عبده صدقة، إلا صدقة الفطر بقوله - صلى اللَّه عليه وسلم -: "من المسلمين" في حديث الباب، فالعمل بهما متعيّنٌ بالوجه المذكور، وإلا أدّى إلى إلغاء أحد النصّين، مع إمكان العمل بهما. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٥٠٤ أ- (أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ, عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ, عَنْ أَبِيهِ,, عَنِ ابْنِ عُمَرَ, قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - زَكَاةَ الْفِطْرِ, صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ, عَلَى الْحُرِّ وَالْعَبْدِ, وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى, وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ, مِنَ الْمُسْلِمِينَ, وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى, قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، و"يحيى بن محمد بن السكن" البصريّ، نزيل بغداد، صدوق [١١] ٦٠/ ١٧٧٠.

و"محمد بن جَهْضَم" البصريّ خراسانيّ الأصل، صدوق [١٠] ٦٠/ ١٧٧٠.

و"إسماعيل بن جعفر" بن أبي كثير المدنيّ، ثقة ثبت [٨] ١٦/ ١٧.

والحديث متفق عليه، وقد تقدّم الكلام عليه في الذي قبله، وسيأتي الكلام على قوله: "وأمر بها أن تُؤَدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة" في -٤٥/ ٢٥٢١ - إن شاء اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".

٣٤ - (كَمْ فُرِضَ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قوله: و"فرض" يحتمل أن يكون مبنيًّا للمفعول، ونائب فاعله ضمير "زكاة الفطر"، وذكّره بتأيله بالْمُؤَدَّى. ويحتمل أن يكون مبنيًّا للفاعل، وفاعله ضمير رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٢٥٠٥ - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا عِيسَى, قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ, قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, صَدَقَةَ الْفِطْرِ, عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ, وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى, وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ, صَاعًا مِنْ تَمْرٍ, أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ").

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد عندهم رجال الصحيح: وقد تقدّموا غير مرّة. و"عيسى": هو ابن يونس ابن أبي إسحاق السبيعيّ الكوفيّ. و"عبيد اللَّه": هو