وقولها:"عن العكر" -بفتحتين-: الوسخ، والدَّرَن منْ كلّ شيء، والمراد به هنا دَرَنُ الخمر، وهو الباقي فِي الوعاء.
وقولها:"انبذي" بكسر الموحّدة أمر منْ نبذ ينبذ، منْ باب ضرب. و"العشّية": ما بين الزوال إلى الغروب، وقيل: هو آخر النهار، وقيل: منْ الزوال إلى الصباح، و"الغدوة" بضم، فسكون: هي ما بين صلاة الصبح، وطلوع الشمس، جمعها غُدًى بضم، ففتح، مثل مُدية ومُدًى.
وقولها:"وأوكي عليه" -بفتح الهمزة: أمر منْ الإيكاء، وهو الربط، والمراد به ربط فمه، والظاهر إنما أمرتها به لتطمئن عَلَى سلامته منْ الإسكار؛ لأنه إذا بلغ حدّ الإسكار حلّ رباطه، فما دام مربوطًا لا يخشى منه الإسكار. والله تعالى أعلم.
والحديث ضعيف الإسناد؛ لأن طودًا، وأباه، وهُنيدة مجاهيل. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
…
٣٥ - (الْمُزَفَّتَةُ)
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هي بصيغة المفعول: أي الأوعية المطليّة بالزِّفْت -بكسر الزاي، وسكون الفاء-، وهو القار، كما تقدّم بيانه. والله تعالى أعلم بالصواب.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"ابن إدريس". هو عبد الله الأوديّ الكوفيّ الثقة الثبت [٨]. و"المختار بن فُلْفُل": هو مولى عمرو بن حُريث البصريّ، صدوقٌ، له أوهام [٥].
والسند منْ رباعيّات المصنّف رحمه الله تعالى، وهو (٢٧٤) منْ رباعيّات الكتاب. وقوله:"عن الظروف المزفّتة": أي نهى عن الانتباذ فِي الأوعية المطلية بالزفت؛ لأنها يُسرع إليها الإسكار، وهذا كَانَ قبل النسخ، كما سيأتي قريبًا، إن شاء الله تعالى.
والحديث أخرجه مسلم بلفظ:"نهى عن الدباء، والمزفّت أن يُنتبذ فيه"، وتقدم بهذا