أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
…
١٢٠ - فِي التَّعْزِيَةِ
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: غرض المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- بهذا الباب بيان مشروعية التعزية على المصيبة.
و"التعزية": مصدر عزّى يُعزّي: إذا قال: أحسن اللَّه عزَاءَك، أي رزقك الصبر الحسن. والعَزَاء، مثل سلام، اسم من ذلك، مثل سلّم سلامًا، وكلّم كلامًا، وتعزّى هو: تصبّر، وشعاره أن يقول: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}. أفاده الفيّوميّ. والله تعالى أعلم بالصواب.
٢٠٨٨ - أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ زَيْدٍ -وَهُوَ ابْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي, قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَيْسَرَةَ, قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ, عَنْ أَبِيهِ, قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ, مِنْ أَصْحَابِهِ, وَفِيهِمْ رَجُلٌ, لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ, يَأْتِيهِ, مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ, فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ, فَهَلَكَ, فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ, أَنْ يَحْضُرَ الْحَلْقَةَ, لِذِكْرِ ابْنِهِ, فَحَزِنَ عَلَيْهِ, فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: «مَا لِي, لَا أَرَى فُلَانًا؟». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, بُنَيَّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ, فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّهِ, فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ, فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ, ثُمَّ قَالَ: «يَا فُلَانُ, أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ, أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمْرَكَ, أَوْ لَا تَأْتِى غَدًا إِلَى بَابٍ, مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ, إِلاَّ وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ, يَفْتَحُهُ لَكَ؟» , قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ, بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ, فَيَفْتَحُهَا لِي, لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ, قَالَ: «فَذَاكَ لَكَ».
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (هارون بن زيد بن أبي الزَّرْقَاء) التّغْلبيّ، أبو محمد الموصليّ، نزيل الرَّمْلَة، صدوق [١٠] ٥٠/ ٨٥١.
٢ - (أبوه) زيد بن أبي الزرقاء يزيدَ الموصليّ، نزيل الرملة، أبو محمد، ثقة [٩] ٥٠/ ٨٥١.
٣ - (خالد بن ميسرة) الطُّفَاويّ، أبو حاتم البصريّ العطّار، صالح الحديث [٧]. روى عن معاوية بن قرّة، وعطاء الخراسانيّ. وعنه زيد بن أبي الزرقاء، وأبو عامر